صورة من الأرشيف عاشت ولاية الجلفة اليوم على غرار باقي ولايات الوطن و الاقطار العربية الاسلامية مناسبة أول محرم التي تحمل ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم من مكة الى المدينةالمنورة ، ولاية الجلفة التي عرفت في هذا اليوم هدوءا اكتسح شوارعها ، و عن مراكز ودور النشاطات الثقافية المختلفة فقد عرفت هي الاخرى خمولا ملحوظا لهاته المناسبة رغم أهميتها لدى الفرد و المجتمع المسلم حيث أحيت العائلات الجلفاوية هاته الذكرى العظيمة و التي تزامنت مع مباراة الخضر أمام البوسنة بالمأدبات المختلفة و التجمعات العائلية التي توارثتها الاجيال و تناقلتها لتصبح عادة تقليدية تغيب عنها الكثير من القيم الدينية . الكسكس ، الشخشوخة ، الرشتة .... من اطباق أول محرم و تعتبر العديد من العائلات الجلفاوية ان مجرد اللقاءات العائلية في هكذا مناسبة تكون قد أدت عبادة عظيمة في الدين الاسلامي و هي صلة الارحام ، فهاته المناسبات فرصة لتقارب القلوب و التراحم بين الاسر و نبذ الفرقة وسط أجواء احتفالية عائلية يجتمعون عليها بعد تحضير الأطباق التي تختلف بين عائلة و اخرى من كسكس و الشخشوخة و الرشتة و اشياء أخرى تبدع فيها ربة البيت قصد ادخال الفرح و كنوع من الاحياء التقليدي الموروث لهكذا مناسبة . دور شباب نائمة .... و مراكز ثقافية في سبات و كانت قد نظمت العديد من دور الشباب و المراكز الثقافية في مناسبات وطنية و أخرى ايام عالمية العديد من الانشطة التي لمسها الجمهور الجلفاوي و حتى الاعلامي الذي نقلها عبر وسائله المختلفة و التي أثارت الاهتمام ، لكن مع مناسبة رأس السنة الهجرية 1434 دخلت هاته المراكز و دور الشباب في سبات عميق ، فالمواطن المحلي الذي يريد حضور اي نشاط ثقافي بالمناسبة سيتفاجأ بالخمول و داء اللامبالاة الذي يضرب قلب هاته المراكز مع اقتراب أي مناسبة دينية، و كأن الغيرة عن الوطن لا يجب أن تقارن مع الغيرة عن الدين و بذكرى بناء الدولة الاسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، أو أن المجتمع الجلفاوي يفقه و عن جدارة تاريخه الاسلامي لدرجة انه لا يحتاج الى نشاطات دينية مناسباتية ! فذكرى الفاتح من محرم بولاية الجلفة كانت هادئة كهدوء الليل . عندما أحيا الفايسبكيون " الماتش " ! مناسبة اول محرم هاته السنة تزامنت مع مباراة كرة القدم الودية التي لعبها المنتخب الوطني مع نظيره البوسني بملعب 5 جويلية الأولمبي في ليلة الفاتح من محرم الذي تهاطلت عليه التعليقات الفيسبوكية نظرا للارضية العشبية التي لعب عليها كلا الفريقين حيث وصفوها " بمزرعة 5 جويلية " ، فكانت هاته الكارثة الكروية بعد خسارة الخضر امام البوسنة ب 1-0 قد أنست العديد من مدمني كرة القدم في الجزائر أن الامة الاسلامية جمعاء هي في مناسبة دينية ، لتتحول اغلبية الصفحات الفيسبوكية الى مشاركات و تعليقات و نقدٍ للخضر و للملعب الذي لا يشرف الجزائر و لا الجزائريين ، حتى أن الحديث عن المباراة كان الشغل الشاغل لدى الاطفال و الشباب الجلفاوي في الارصفة و المحلات في مناسبة أول محرم...