عشرة ولايات معنية بالإجراءات الجديدة التي أقرها عبد المالك سلال في تعليمته الجديدة ... و بالتالي السؤال بات مطروحا بإلحاح حول مدى استفادة ولاية الجلفة من الإجراءات التي أقرّها الوزير الأول لصالح الشباب في ولايات الجنوب.وهل سيكون مصير الجلفة استثناؤها كالعادة كما تم الأمر نفسه بالنسبة للقطع الأرضية التي تباع بالدينار الرمزي في الجنوب؟ تملك ولاية الجلفة حدودا مع أهم خمس ولايات في الجنوب و هي بسكرة، واد سوف، غرداية و الأغواط و كذلك ولاية ورقلة التي يهدد شبابها، هذا الأسبوع، بتنظيم مسيرة مليونية بسبب تصريح منسوب الى الوزير الأول حول وصفه لهم ب "الشرذمة". كما أن ولاية الجلفة تعرف نقصا في المنشآت و الوحدات الصناعية التي بإمكانها امتصاص البطالة في الولاية، و بالتالي فان شبابها يعلقون الأمل على تلك المشاريع الاستراتيجية التي بإمكانها توظيف الشباب و لو مؤقتا و اكسابهم بالمهارات و الخبرات التي تسمح لهم فيما بعد بالترشح لمناصب العمل. و لا أدلّ على ذلك من الورشة التي تمّ افتتاحها ببلدية تعظميت للشركة الوطنية "كوسيدار" و الخاصة بأنشاء خط السكة الحديدية الجلفة-الأغواط. و نفس المشكل الذي طرح في ورقلة حول عدم اللجوء الى اليد العاملة المحلية، طُرح أيضا في ولاية الجلفة التي شهدت على سبيل المثال انتفاضة شباب بلدية المجبارة في 2008 و 2012(عمال حراسة الأنابيب بالجلفة يحتجون بغلق الطريق ) بسبب توظيف حراس أنبوب الغاز العابر الى اسبانيا من ولايات أخرى، رغم أن الحراسة لا تحتاج الى كفاءة مهنية عالية و متخصصة. علما أن ولاية الجلفة يعبرها أنبوبان للغاز الأول عبر اقليم بلدية عين الشهداء باتجاه ايطاليا. و الثاني باتجاه اسبانيا عبر اقليم بلدية المجبارة.هذه الأخيرة تضم محطة للضخ تم بموجبها فتح العديد من المناصب في شتى الاختصاصات كما توجد بها قاعدة حياة (BASE DE VIE) توظف هي الأخرى. أما أهم الشركات الاقتصادية التي توظف بولاية الجلفة فهي سونلغاز، نفطال (غاز البوتان)، فرع شركة القنوات التابعة لسوناطراك (ENAC) بالمنطقة الصناعية بالجلفة، محطة ضخ الغاز بالمجبارة و "راس القصعة" بدار الشيوخ، شركة "بتروجيت" المصرية العاملة في اطار مشروع غالسي لنقل الغاز نحو ايطاليا، الشركة اللبنانية القائمة بإنجاز محطة تصفية المياه، مصنع الإسمنت الذي هو محل شراكة بين الجزائر و مصر، كوسيدار تعظميت المكلفة بانجاز خط السكة الحديدية الجلفة-الأغواط، مجمع "جنرال الكتريك" الأمريكي الذي فاز مؤخرا بصفقة انجاز محركات توربينية لإنتاج الكهرباء بعدة ولايات من بينها الجلفة. كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية شهر فبراير الفارط موافقة مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار بالجلفة، على استحداث 33 مشروعا صناعيا في ميادين مختلفة منها الأسلاك الحديدية و مواد البناء وصناعة مواد التطهير والصناعة التحويلية للحوم وكذا إنتاج أغذية الأنعام ومشتقات الحليب. و هكذا يبقى أبناء ولاية الجلفة في حاجة الى أن تشملهم هذه التعليمة من أجل توظيفهم في هاته المشاريع التي استفادت منها ولايتهم، خصوصا و ان مشكل اليد العاملة المؤهلة غير مطروح بالحدة نفسها التي تعرفها ولايات الجنوب. الجلفة في المرتبة الأخيرة في القروض الربوية ... فهل سيستفيد شباب الجلفة من قروض ميسرة من أجل مرافقة المشاريع ؟ تعليمة عبد المالك سلال فتحت المجال أمام شباب الجنوب من اجل الاستفادة من قروض ميسّرة من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (ANSEJ) و الصندوق الوطني للتأمين على البطالة (CNAC). و هنا نتساءل ماذا لو تكون رابع أكبر ولاية من حيث عدد السكان معنية بتعليمة سلال؟ هل سنشهد تقلصا لنسبة البطالة و امتصاصا للكتلة العاملة التي تنتظر منصب شغل؟ "الجلفة إنفو" كانت قد تطرّقت في موضوع سابق الى الرتبة الأخيرة (الجلفة هي الأخيرة وطنيا في عدد المشاريع الممولة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على البطالة) التي احتلتها ولاية الجلفة في عدد القروض التي يمنحها الصندوق الوطني للتأمين على البطالة و التي أرجعها بعض المتابعين الى أن شباب الجلفة يرفض القروض الربوية. و بالتالي فان هذه الإحصائيات تدل على أنه يجب على الحكومة أن تقدم البديل لشباب ولاية الجلفة و ذلك باستفادته من القروض الميسرة التي أقرّها عبد المالك سلال في تعليمته الأخيرة.