كان سيدات 2024 :الجزائر ضمن مجموعة صعبة برفقة تونس    الرابطة الأولى موبيليس: مولودية وهران تسقط في فخ التعادل السلبي امام اتحاد خنشلة    إجتماع أوبك/روسيا: التأكيد على أهمية استقرار أسواق النفط والطاقة    المؤسسات الناشئة: ضرورة تنويع آليات التمويل    تصفيات كأس إفريقيا-2025 لأقل من 20 سنة/تونس-الجزائر: ''الخضر'' مطالبون بالفوز لمواصلة حلم التأهل    لجنة تابعة للأمم المتحدة تعتمد 3 قرارات لصالح فلسطين    تنظيم الطبعة ال20 للصالون الدولي للأشغال العمومية من 24 إلى 27 نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    مولي: الاجتماع المخصص للصادرات برئاسة رئيس الجمهورية كان مهما ومثمرا    ميلة.. تصدير ثاني شحنة من أسماك المياه العذبة نحو دولة السينغال    بنك الجزائر يحدد الشروط الخاصة بتأسيس البنوك الرقمية    الرئاسة الفلسطينية تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل الفوري على وقف العدوان الصهيوني المتواصل عل الفلسطينيين    أوبرا الجزائر تحتضن العرض الشرفي الأول للعمل الفني التاريخي ملحمة الرمال " تاهقارت"    الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا يثمن قرار الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين صهيونيين    منظمة العفو الدولية: المدعو نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة الجنائية    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    دعم حقوق الأطفال لضمان مستقبل أفضل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطرقة و الميزان .. (نص مسرحي مونودرام)
نشر في الجلفة إنفو يوم 07 - 09 - 2014


الشخصيات:
رجل كهل سكير (سلطان)
المشهد الأول
المكان مظلم، يسمع صوت الناي الحزين، وفجأة يسمع صوت نباح الكلاب، ونرى رجلا يجري وهو يتمايل، بحيث يدخل من اتجاه ويخرج من الاتجاه الآخر .حتى يتوقف في وسط المسرح ... بقعة ضوء عليه فيظهر رجل كهل في يده قنينة خمر حديدية (الألمنيوم)، ثيابه هارية ، على رأسه طربوش قديم ومتسخ ، ويبدأ صوت الكلاب في التلاشي، وتبدأ الإنارة في... الارتفاع شيئا فشيئا، فيظهر في المسرح سلة قمامة مملوؤة بالأوساخ مرفوعة الغطاء وفي مكان آخر كتاب نصفه الأخير ممزق (حذفت منه أوراق)
- يكتم الصوت ينظر إلى خلفه
الحمد لله ... لم يلحقو بي ... كادوا أن ياكلو مؤخرتي
– يخض القنينة ثم يأخذ جرعة منها ينظر يمينا وشمالا.
كلاب بني كلاب ... كلاب الليل ليسوا كمثل كلاب النهار ... ولكنهم مثل بعضهم ... ينهشون لحمك في كل مكان وفي كل زمان ... ليس لهم وقت محدد في النوم ... ينامون أينما شاءوا
- ثم يأخذ جرعة ثانية وهي الأخيرة فيبدأ بتقطير القنينة في فمه .... التي لم يبق فيها قطرة خمر واحدة ... ينظر إليها وكأنه يتأسف على حالها ... يقبلها يحاول رميها ...لكنه يتراجع ... يحاول مرة أخرى فيرميها
لا عليك سوف أشتري أختك ... حينما يتصدقون علي
- ينظر إليها ثم يتجه نحوها ...يوقفها ... يضربها برجله بحنية ... ينظر إليها ... يبتسم وكأن صوتها يمتعه ... يواصل نفس الكرة لعدة مرات حتى يصل للكتاب ... ينظر إليه ... يوقفه ... فيضربه برجله ... ضربة خفيفة... فلا يصدر أي صوت ... ينظر إلى الجمهور وهو يسخر ... ثم يعيدها مرة ثانية معه .. فلا يصدر صوتا .. يأتي بالقنينة ويضعها واقفة بجانب الكتاب الذي أوقفه كذلك .. يضرب القنينة فتصدر صوت .. ثم يضرب الكتاب فلا يصدر صوت ... يتجه نحوه ويرفعه يتأمل فيه جيدا ...
أظن أن هذا كتاب ... (يقبله) فعلا كتاب ... ولكن كتاب ماذا؟
- يحاول قراءته وهو يتهجى بالحرف الواحد. فثم يقولها كلمة واحدة وكأن هذه الكلمة سقطت في بركة ماء ، يقول " دستور " وكذلك كأن هذه العبارة أخافته ...فيبدأ بتقليب الصفحات ... يسقط الكتاب من يده فلا يصدر صوت ...يوقفه ... ثم يبتعد عنه وكأنه لاعب كرة قدم يريد تنفيذ ضربة جزاء ... ويذهب إلى الكتاب مهرولا ... يضربه على جدار مؤخرة المسرح فلا يصدر صوتا ...يذهب إليه ويحمله .
لماذا أنت لا تملك صوتا ... كمثل تلك (وهو يشير إلى القنينة).
- يحمل القنينة يضعها فوق الكتاب ... يضربها فتصدر صوتا ... ثم يجلس ما بين القنينة والكتاب ... يبدأ في النظر إلى القنينة ثم إلى الكتاب ثم إلى القنينة ثم إلى الكتاب ... كل نظرة إلى القنينة ابتسامة ... وإلى الكتاب حزن وأسى ...ثم ينظر إلى الكتاب مطولا.
لماذا أنت؟ .... ليس عندك صوت ... أفهمني؟
- ينظر إلى القنينة بابتسامة ساخرة ...
هي سكرانة ... وعندها صوت عالي ...أحسن من صوتك ... أيها المعتوه ... وأنت لست سكران ..فأين صوتك؟ أجبني ...
- يدور نحو الكتاب ... يتكئ على بطنه ...
عليك أن تتكلم ... لكي تعطيني حقي ... أو أني غير موجود في سطورك ... في قانونك
- يذهب إليه وهو يحبو كطفل صغير ... وينبح كمثل الكلب ... ثم يبدأ في شمه وهو يلهث...
يقولون أن خير جليس في الأنام كتاب ...خير صديق
- يحمله ويبدأ في الرقص معه ....
أنت صديق جديد ... وعلي أن أعلمك الرقص ... أنت تشرب ...تتناول المخدرات ... أنت ملتزم ... هل قبلت أن تكون صديقي؟ ... شكرا ... مقابل ماذا ؟ ... أنت احميني بأدواتك ... عفوا بموادك ... وأنا بالمقابل أعطيك لسانا طويلا ... جريء ... لا يخاف من أولئك التجار بمصائر البشر... ماذا؟
- يتوقف عن الرقص ... ينظر إليه وهو حامله ...
كيف لا تعرف الرقص ... أو أولئك الذين هم أصدقاؤك لا يحبون أن يعلموك الرقص ... هم دائما في الحانات ... يعقدون صفقات ... وأنت تركوك مرمي في رفوف المكتبات... لوحدك ... لأنك أنت ليس لديك أي معنى
- يرمي الكتاب على الأرض
لا أقبل أن تكون أنت صديقي ... أيها المذلول ... تحكم على شعب ولا تحكم على المسؤول ... أنت خواف ... غبي ... أحمق
- يدوس عليه
انطق ... تكلم ... أخرج عن صمتك ... إذا كنت رجل ... وعندك شجاعة ... وإلا وأنت تعرف كيف تظلم الصغار ... أيها الجبان ... المعتوه ...
- ينزل من عليه ... يمشي ... يبتعد عنه ... يلتفت إليه ... ينظر يمعن في النظر ...
أنت مجرد سخرية ... ضحكوا علينا بسمك كما ضحكوا علينا باسم الدين ...والثورة ... والديمقراطية... والحرية ... والعدالة ... والرفاهية ... والعمل للجميع ... والسكن للجميع ... و العلم لمن أحب والشهادات للجميع ...
- يتجه نحوه ويركله
أنت اسمك طز ...
- يذهب إلى القنينة يحملها ...
اليوم سكرت بقنينة حديدية ... وغدا لا أدري بما أسكر؟ ... بقنية الزجاج الذي يتكسر وصوته مزعج أو بقنينة الكرتون التي لا صوت لها ... أو سيجارة حشيش "الكيف" ... يعمل موجة سحب بلا مطر ...
- ينظر إليها ... يمشي ... وهو يتمايل في مشيته
أنت أحسن منهم صوتا ... شكلا ... مظهرا ... أنت فنانة ... تحكي بصدق ... لو أنك لم تكوني أم الخبائث
- فجأة يجد نفسه بقرب الكتاب يحركه برجله بدون أن يشعر ... ينظر إليه ... بنرفزة
وأنت يا أبى القانون ... لماذا قطعت الطريق أمامي؟ ... ألا تفهم؟ ... لا أريد أن تكون صديقي ... أنت فأر ... حينما يرى القطط يفر بجلده
- ينظر إليه بشفقة ... يجلس بجانبه ... يضع القنينة في حجره .... يضع يده عليه وهو يحكرها بلطف "يملس"
أنت وحيد مثلي ... أصدقاؤك إذا أتو إليك فهم من أجل مصالحهم فقط ... لم يروا مصلحتك ... أنت كمثل اللعبة الصغيرة ... التي يلعب بها الطفل ... وحين ينام يتركها مرمية ...
- يبدأ يملس على القنينة كذلك ... في حسرة ... دموع على العين ... تذكر الماضي ... بقعة ضوء عليه
نعم ... نعم ... كانت زوجتي هي الوحيدة التي تبحث عني ... في الليل المظلم ... عندما أتأخر عن دخول البيت ... أي بيت عندي ... مصنوع من صفائح ... براميل النفط ... إذا نزل المطر ... يمر إلي بدون إذن ... كنت أَعِدُهَا ببيت جميل ...شقة ... فأنا دفعت ملفي للاستفادة من سكن اجتماعي ... كانت حبيبتي ... تخرج لتبحث عني في تلك الشوارع الموحشة ...... المظلمة
- يقلد صوت زوجته....
سلطان ... سلطان أين أنت ... دعنا نعود إلى البيت ...
- يعود إلى صوته العادي...
كانت ... تخاف علي ... أو بالأحرى فإنها لا تستطيع العيش بدوني ... مرة خرجت تبحث عني والثلج يتهاطل ... وجدتني مرمي على الأرض ويكاد الثلج يغطيني ... حملتني ... وأخذتني ... إلى بيتنا .... أو إنه عشنا ... أعطتني من ملابسها النظيفة ... وألبستني ... ودفأتني ... بالنار وهي تحرق فيها الكرتون ... وقرورات البلاستيك ... بعد أن رجعت روحي إلي ... سعدية ..سعدية ... أين قنينتي ... فأعطتها لي ...وقالت
- يقلد صوتها
يا رجل ... إنك تقتل نفسك بهذا السم
- يعود إلى صوته
والماء يتقطر من السقف البالي ... في الصباح وجدنا أنفسنا في بركة كالضفادع ... أردت أن أنهض سعدية ... سعدية ...سعدية ... قومي ... لقد طلع النهار ... فلم تجب ... وعاودت الكرة مرة أخرى ... فلم تجب ... ماتت وهي تنتظر البيت السعيد ... شقة ... وعمل لزوجها ...باسمك أنت تحطمت طموحاتنا ... تهدمت حياتنا ...
- إضاءة عامة – يضع القنينة بجانب الكتاب
كل شيء ذاهب إلى الزوال ... ما فوق التراب تراب
- ينظر إلى الكتاب ...
لو تبقى وحيدا فإنك لا تستفيد ...
- ينظر إلى القنينة ...
لا ينسي هم الدنيا إلا الزواج ...الدفئ ... الحنان ... الحب...
- يذهب نحو سلة القمامة ... يتبول ... يعطي ظهره للجمهور ... (وهو يغني في أغنية من تراث شعبي)
- يعود إلى الكتاب والقنينة ... ينظر إليهم ... ويبقى ينظر وهو يبتسم ... حينها يبدأ في الضحك ...
وجدتها ... وجدتها ... (وهو يهرول ويدور وكأنه يرقص ... يحاول ملئ الفراغ في المسرح) وجدتها ... وجدتها ...
- يعود إلى الكتاب والقنينة ... يجلس
لماذا لا تتزوجا؟... إنها فكرة رائعة ... أنتم وحيدين ...
- يحمل الكتاب
أنت تخلوا عليك بعدما استفادوا منك
- يضع الكتاب يحمل القنينة ... ثم يقف ....
وأنت كذلك أصبحت اليوم وحيدة بعدما انتهت منك الخمرة ...(وينحني على الكتاب) صدقوني إنها فكرة رائعة تستحق المجازفة...
- يمشي بالقنينة ... بعيدا عن الكتاب ...
لا تخافي يا فنانة ... إنه لايحكم ... ديوث "طحان" ...أنت عيشي حياتك في البيت ... أو في الحانات ... وأنصحك يوما إذا التقيت بأصدقائه ...ويحك أن تقولي أنك تعرفينه ... حفاظا على حياته ... هو في الحقيقة ... مهيون ... لا يستطيع فرض نفسه مع الدساتير العظمى ... لأن بيدهم الورق والقلم ...
- ينظرا إلى الجمهور ساخرا ...
أوراقنا أكلتها النار أو أقلامنا جفت ...
- ينظر إلى الكتاب ثم إلى القنينة .
يلزمكم حمام ... وخصوصا أنت (القنينة)
- يحمل الكتاب مع القنينة يذهب بهم إلى سلة القمامة يضعهم في وسطها ثم يخرجهم في وسط علبة صغيرة يتجه نحو مقدمة المسرح، يضع العلبة واقفة ثم الكتاب بجانب القنينة ... وكأنهما عريسين (أغنية).
مبروك ... ألف مبروك ... زواج سعيد ... وعمر مديد ... تفضلو هنئوا العريسين
- بقعة ضوء وهو واقف ورائهم ... يقوم بحركات وكأنه يستقبل المهنئين.
- تبدأ الإضاءة في التلاشي حتى يظلم المسرح
إظلام

المشهد الثاني
بقعة ضوء على سلة القمامة ... موسيقى ... تبدأ الإضاءة في الارتفاع شيئا فشيئا ... والموسيقى نخفض تدريجيا ... سطوع ...يظهر في المسرح... القنينة مرمية في جهة ... والكتاب في جهة أخرى ... أما العلبة فإنها مازالت في مكانها في مقدمة المسرح.
- يظهر السكير من وراء سلة القمامة ... وهو يرفع سرواله ... فإنه قد كان يقضي حاجته ...
هذه هي أحسن قعدة لأي إنسان ... أحسن من قعدة الكرسي ... يا سلطان
- يأخذ القنينة يحاول أن يشرب فيجدها فارغة ... ثم يتجه نحو الكتاب ... يجلس ... يضع القنينة ... يحمل الكتاب ... يقرأ
دين الدولة الإجرام ... (يفزع) عفوا خطأ مطبعي على ما أظن ...
- يقلب صفحات الكتاب ... يقرأ
الدستور يكفل حق التعليم المجاني ... والصحة ... والعمل ... والسكن ... والأمن ...(ينظر إلى الجمهور) والقبر إن وجد ...
- يقوم ... يمشي ... وهو يقلب صفحات الكتاب ... يقرأ.
المادة 105 من الدستور ... القانون يعاقب كل مسؤول يعبث بالمال العام ومشاعر المواطنين ... فإن الدستور هو القاضي والحكم ...
- يتجه نحو سلة القمامة ... فيضع الغطاء ... ثم يأخذ خيط من حذائه ويضعه في الكتاب نصف الصفحات في جهة والنصف في الجهة ... يعلقه على سلة القمامة ... فيصبح كمثل الميزان ... ثم يعود إلى المكان الذي كان جالسا فيه ... يأخذ القنينة ... ثم يخرج من تحت إبطه الناي ... وينزع الخيط الثاني من حذائه ويربط الناي بالقنينة... فتصبح كمثل المطرقة ... سلة القمامة موجودة في وسط مؤخرة المسرح ... يقف هو وراء سلة القمامة ... وكأنه القاضي
يوم توفيت زوجتي ... اتهموني بقتلها ...
- يقلد صوت القاضي ...
سطان لماذا قتلت زوجتك؟ ... هل خانتك؟ ...أو لم تحافظ على شرفك؟
- يبتعد عن السلة بخطوات ....يرفع يده وكأنه يمسك بقضبان السجن.
لم اقتلها أنا ... بل قتلها البرد ... والجوع ... يا سيدي القاضي ...
- يعود إلى سلة القمامة ... يقلد صوت القاضي ...
لماذا لم تشتري لها الخبز ؟... والغاز للتدفئة ؟ ولماذا لم تشتري الحليب والحافظات لأبنائك الصغار ... أنت مجرم لما حرمت فلذة كبدك وشريكة حياتك ... سوف تسجن.
- يبتعد عن السلة بخطوات ويعود إلى صوته العادي.
ليس لي المال ... حتى أشتري كل هذه الأشياء ... أنا فقير ... ليس لي عمل ... ليس لي بيت ... يا ناس ... أنا مظلوم... مظلوم....
- يسقط على ركبتيه ...
حكم علي بالسجن ... فقلت الجمد لله ... سوف آكل اللحم والبطاطس ... والفواكه ... لم اجد إلا السب والشتم ... قضيت في السجن عشر سنين وعندما خرجت منه ... ذهبت إلى بيتي القصديري ... لم أجده ...الحياة تغيرت ... وجيراني سكنوا في شقق جميلة ... وبيتي استغله شخص آخر ... فأخذ هو الآخر شقة ... على حسابي أنا الفقير .... أو إنه يعرف المسؤولين الذي خططوا له ... بطبيعة الحال بالمقابل ...ولم يسمع عن مصيري ... أو حتى يتجرأ ويسأل عني.
- يقف بحماس ... يتجه نحو السلة ... يمسك بالمطرقة
فتحت الجلسة ... نادي على ذلك المسؤول الأحمق ... أنت أيها الغبي ... شرذمي ... كيف تبيع الشعب بأرخس ثمن ... فلذا اطلعت المحكمة الموقرة عل جميع القوانين ...الدستور ... القوانين المشتقة من الدستور ... والقوانين المصنوعة ... والمستوردة إلينا ... فإننا لم نجد أية مادة تعاقب مسؤولا شريفا مثلك ... وحفاظا على المسار الديمقراطي المعمول به في بلدنا قررنا أن نكرمك تكريم خاص ... أما حكم المحكمة على الشعب ... أن يعاقب ... عقاب لا رجعة فيه ... هو أن يسكن في القصدير ... ويموت جوعا ... أو بردا ... أو حرا ... المهم أن يموت جيفة ... وذلك ضمن المادة ...
- يذهب ويقلب صفحات الكتاب وهو معلق مثل الميزان ، يطلع عل المادة 115 منه ثم يعود إلى مكانه
وذلك ضمن المادة 115 من الدستور
- يضرب المطرقة على غطاء سلة القمامة
رفعت الجلسة ...
- يمشي وهو متجه نحو مقدمة المسرح
الحمد لله ... مازلت أنا لم تبيعوني ... لأنني أغلى مواطن في هذا البلد ... لم يستطع أي أحد أن يشترني ... أنا غالي ... أنا أشرف واحد في شعب ... أنا أنضف واحد في الشعب
- يشم رائحة نتنة.
عفوا لأنني أنتن مواطن في هذا الشعب ... لا أحد استطاع أن يتقدم إلي ويساوم ويعطي تسعيرة في حقي
- ينظر إلى مؤخرته
هذه رائحة خمرا أو رائحة خمرا محذوفة الميم
- ثم ينظر إلى رجليه
فعلا رائحة خمرا محذوفة الميم
- يذهب إلى الكتاب المعلق على سلة القمامة يأخذه منها ... يتصفح ...يقرأ
المادة 120 الشعب مصدر السلطة ...
- يبدأ بالضحك المبالغ فيه .... وهو حامل الورقة التي مزقها من الكتاب حتى يصبح البكاء –يجلس- يمسح حذاءه بالورقة ثم يمسح دموعه ... يرمي الورقة على الأرض ثم ينظر إليها ... يقوم –يحملها- يذهب فيضعها في وسط سلة القمامة يرفع المطرقة معه ...
مسموح أن نوسخ على الأرض ... لكن لا نرمي الوسخ على الأرض
- ينزع الناي من القنينة ثم يتجه إلى العلبة يضع القنينة وفوقها الكتاب ثم يجلس ... تطفأ الإضاءة ... بقعة ضوء ...يبدأ في العزف على الناي يصدر منه ذلك الصوت الحزين ... لمدة قصيرة .... فجأة يسمع صوت أنكر الأصوات "الحمار" سطوع الإنارة.يقف مفزوعا فيسقط خارج المسرح عند الجمهور .. حالة صمت .
- يعود إلى المسرح ولربما تكون حتى بإعانة من المتفرجين ...
ما هذه الأصوات ؟ هذا المكان غير مناسب للمبيت ... كلاب ... قطط ... وحتى حمير ... هذا ما كان ينقصني ... لكي يفسدوا ليلتي ... هذه الأصوات كمثل صوت الكذاب ... المنافق ... ربوي أصبح في هذا الزمان رجلا ذو قيمة رفيعة ... ذو شأن كبير ... ولكن المؤمن التقي ... الإنسان الذي لا يخون الأمانة ولا يكذب أصبح إرهابي ... منحط لا شأن له ... كمثل الأصوات هذه ... التي أفزعتني ... لم تترك لي راحة في هذا الليل ... وهذا المكان ... وكذلك تلك الروائح الكريهة ... هم لم يروا أوساخهم ....
- يتجه نحو سلة القمامة ويأخذها إلى وسط المسرح يفرغها وهو يقلب تلك الأوساخ والأوراق المرمية فيها
هم دائما ينظرون إلى وسخ الشعب ... فإن وسخهم لا يظهر في تلك المكاتب الفخمة والقصور الرائعة المشيدة على المسافات تبهر عينك ... ولكن وسخ ذلك الشعبي تظهر على بدنه وحياته وحتى في بيته القديم الذاهب إلى الزوال والإندثار "برهة" يأكلون أحسن الفواكه ونحن نأكل قشور تلك الفواكه من حاويات القمامة ...وهذا كله باسم العدل والقانون على الجميع ... أوبالأحرى على بعض من الجميع ...
- يذهب نحو مقدمة المسرح ... يحمل الكتاب ثم يعود إلى مكانه ...
انظر ... أم أنك أعمى ... لا ترى ... أنت تنظر إلى الكبار بخوف ... وظلمت الصغار ... لم تنصف ... ولن تكون منصفا ... أنت نصفك ذهب ... رد لنفسك الكبرياء ... وأجب على هذه الأوراق ... وتلك الشكاوى
- يرفع مجموعة من الأوراق ... يقرأ وهو حامل الكتاب بيد والأوراق باليد الآخر .
شكوى إلى الوالي ... ظلمت ولم يعطوني حقي .
- ينظر إلى الكتاب
أجب لماذا أنت صامت ...
- يأخذ ورق أخرى .
شكوى إلى وزير العدل ... يعني صديقك أنا حكم علي بحكم جائر ... ولم ارتكب أية جريمة ... هذا مثلي دخل السجن بدون ذنب ... أجب ... لماذا أنت صامت ...
- يرمي الكتاب ...
أنت سوف تبقى دائما صامت ... لا تدافع عن أحد "برهة" أنت كمثل العاهرة ... تتبع من عنده المال والنفوذ والسلطة "برهة" أيها الأحمق ... متنا من الجوع .... متنا في العراء ..متنا بدون دواء ... متنا بدون كبرياء ... بدون شرف أنت مثل الطين المنعول ... غرقنا فيه ولم نخرج"برهة" كل حكاياتك أوهام خرافية ... قصص لهوية للتسلية ... للضحك ... والفرجة ... على البلهاء مثلي ...الأغبياء مثلي ... الحمقى مثلي"برهة" تذكر أنت لا تحكم وطن ... أنت لست من صنعنا ... أو حتى مصنوع لأجلنا ... كي لا نحمي إخوتنا ... لنقتل بعضنا"برهة" باسمك نحن مرميون في جهنم أنت خرافة منسية ... أوهام علنية "برهة" إلى نفسي التي ضعفت ولم تدافع عن حالها ... إلى حياتي التي قضيتها سكران ... متصكع في الشوارع بدون إيمان ... كم أتمنى أن أكون إنسان "برهة" كل ما كتب بيد السلطان فهو أعز من كتاب الله القرآن "برهة" أنت مجرد كتاب بدون معنى ... مجرد كتاب قصة، رواية، مسرحية .... موادك شخوص اللعبة "برهة" أنت كمثل الميزان يزنون بك تلك الخطابات والشعارات التي أغرقتنا في الفقر والظلم والاستبداد "برهة" باسمك ضرب الفقير والمظلوم بمطرقة القانون ولكن متى تصنع المطرقة التي تضرب الكبار ويعاقب عقاب أشد من عقاب الصغار "برهة"... أنا مع من أتكلم ....مع أصم أبكم .... أعمى بدون حس .... بدون وعي ....
- يعود يأخذ السلة إلى مكانها ... يترك الأوساخ مرمية، يذهب إلى مقدمة المسرح عند العلبة ويحمل الناي بضعه تحت إبطه ثم يرفع القنينة ، يتجه نحو الكتاب ويحمله ...
ماذا أفعل بك ... إلى من أشكيك ... حتى تكون فاعلا لا مفعولا بك ... أن تكون سيدا لا سيد عليك ... تحكم بين ناس العدل ... لا تكون مسخرة عند البعض ... أنا أريد العدل فقط ... الله ينصر البلاد العادلة ولو كانت كافرة "برهة" الميزان ... الميزان ... موضوع من البداية إلى آخر الزمان ... الميزان "برهة" على ما أظن أن مكانك المناسب الذي وجدتك فيه ...
- يضع الكتاب على الأرض في المكان الذي وجده فيه ...يذهب إلى مقدمة المسرح ... يحمل العلبة ... فيضع فيها تلك الأوساخ ...
مسموح أن نوسخ على الرض ... لكن لا نرمي الوسخ على الأرض ...
- وهو يجمع القمامة...يغني أغنيته المحبوبة من التراث الشعبي ...بعدما يجمع القمامة يذهب إلى السلة فيرميها فيها ...تسقط القنينة منه فتصدر صوتا وهو في وسط المسرح ... يبتسم ... يذهب مهرولا إلى الكتاب ... يحمله ... يطلق الكتاب فلا يصدر صوتا ... يضحك ... ينظر إليه
أنت عدوي ... لأنك لم تعطني حقي ... لقد ظلمتني ...
- ينظر إلى القنينة
وأنت كذلك عدوتي ... لأنك حطمت حياتي ... أخطأت في حق نفسي ... في حق ربي ... عندما عاشرتك ... لم أسجد وأصلي .... لم أصم
يسمع صوت آذان الفجر ... ينظر إلى السماء
الله أكبر ... الله العادل ... لا يظلم أحد ... أغفر لي ...
- يرفع الكتاب والقنينة
(الكتاب) مكانك المناسب (يضعه فوق سلة القمامة) أحسن من الذاهب والآتي يدوس عليك
- ينظر إلى القنينة ويخرج الناي ...
أنتم مكانكم أن أرميكم في الواد وعهد علي أن لا أشرب الخمر مرة أخرى ... وأن لا أزمر للشيطان ... توبة ... توبة ...
- وهو يعيد في هذه الكلمة "توبة " عندما يخرج بقعة ضوء على سلة القمامة ... بعد مدة قصيرة يصرخ بأعلى صوت التوووووووووووووبة
- يسمع ارتطام سيارة بشخص ... تسقط داخل المس
رح ...المطرقة .... وهي كذلك عليها بقعة ضوء تبدأ الإنارة في ارتفاع ختى تصل الذروة مع صوت الموسيقى "ناي حزين"
إنارة


النهاية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.