كانت فعاليات الملتقى الأول حول دور الزاوية الرحمانية في الإصلاح الاجتماعي والثقافي الذي احتضنته جامعة الجلفة نافذة هامة لمعرفة تفاصيل هذه الأدوار التي قام بها رجال العلم والمعرفة من شيوخ وطلبة ومحبين، منتبهين لجوانب التوعية الثقافية والعلمية وأثرهما في المعرفة الدينية، لذلك وصف الشيخ بشير خليفة حفيد الشيخ خليفة بن بلقاسم مؤسس زاوية "عين اقلال" وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالأديب الأريب، وقال إن دعمه للملتقى ورعايته له يدل على وعي المثقف بدور الزوايا الرائد في الاصلاح الاجتماعي والثقافي، حيث أشاد رئيس الملتقى الشيخ بشير خليفة بجهود وزارة الثقافة، وعرض في كلمة موجزة القيم والأخلاق التي غرستها الزوايا في نفوس الأمة الجزائرية، في حين تطرق الدكتور عيسى اخضري في كلمته خلال الملتقى ونيابة عن رئيس الجامعة الجهود التي أسس لها التصوف الاسلامي الراقي الذي جسدته الزوايا بكل العمق المفضي للصفاء وبكل الرّقي الذي يعلو بالروح إلى مصاف عالية من الجمال، لتأتي بعد ذلك كلمة السيد عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة التي تمحورت حول حرصه البالغ في دعم كل ما يمكن أن يضمن الرقي بقيم الاصلاح والعلم ويحافظ على اللحمة الوطنية، مشيرا أيضا إلى أن جهوده ودعمه هذا يأتي في سياق برنامج فخامة رئيس الجمهورية الذي ما فتئ يسعى للم الشمل ودفع عجلة التنمية والبناء منذ توليه سدة الحكم. هذا وقد أكد السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة في كلمته على دعمه الكامل للتظاهرة التي جاءت حسب رأيه في الوقت المناسب، حيث قال إن حاجة الجزائريين اليوم إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتلاحم أكثر من أي وقت مضى، موضحا في السياق ذاته أن ما تقوم به مثل هذه الملتقيات من بناء للرؤى التي تؤسس للوعي لدى الأمم والشعوب الأمر الذي يجعل وجودها ضرورة لتصحيح الكثير من المفاهيم، ذلك الوعي والفهم الصحيح يحمي الأمة من خطر الانزلاق في مهاوي الجهل والتشرذم، وختم كلامه قائلا إن الجلفة ولاية تحمل من التاريخ والنضال والأصالة ما يؤهلها أن تتصدر الكثير من الأعمال الجليلة والتظاهرات الكبرى التي تعلي من شأن الوطن والأمة العربية، وأن تاريخها في الكفاح ومسارها في الثقافة والأدب يشهد بذلك، وأشار من خلال هذه الكلمة إلى أن الملتقى جاء ليؤسس لمفاهيم عميقة تخص الاصلاح الاجتماعي والثقافي مؤكدا على أنه ليس غريبا على ولاية الجلفة المحافظة على قيم الدين والاخلاق الكريمة أن تبادر بتنظيم هذه التظاهرة القيمة، كما تحدث عن دور الزوايا في إنتاج الأدب والشعر بالإضافة إلى دورها الأصيل في تدريس الفقه وعلوم الدين، وقال إن وزارة الثقافة بإمكانها تقديم المساعدة للزوايا فيما يخص حماية المخطوط، داخل إجراءاته العلمية الدقيقة، وأنها ستساهم فعليا بدعم المشاريع الثقافية والعلمية والإبداعية الهادفة.