باشرت وزارة الثقافة منذ قدوم السيد عز الدين ميهوبي خطة عمل تحاول أن تدفع بشكل إيجابي الحركة الثقافية والمعرفية في الجزائر وتحرك ذلك الجمود الذي طغى على المستويات المعرفية من خلال برامج ثقافية واتفاقيات متنوعة، حيث تم مؤخرا امضاء اتفاقية تعاون بين المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (ENAG) والنقابة الفرنسية للناشرين، بمقر وزارة الثقافة تتضمن -حسب ما نشره موقع الوزارة- مشاركة مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 من خلال منتوجها الثقافي المتنوع كضيف خاص في فعاليات صالون الكتاب بباريس من 17 إلى 20 مارس 2016 بقصر المعارض Portes de Versai ، وتم ذلك بحضور وزير الثقافة وبحضور السيد فانسان مونتان رئيس النقابة الفرنسية للنشر وأحد منظمي صالون باريس للكتاب والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية السيد حميدو مسعودي، وتم توقيع هذه الاتفاقية التي تتضمن دعوة حوالي 20 كاتب جزائري نشروا في الجزائر إلى صالون باريس للكتاب (فرنسا) في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، هذه الاتفاقية التي تحاول أن تفتح مجالا للكتاب الجزائري أن يكون له الحضور الفعلي في صالون باريس بحيث تعطي فرصة هامة للمنتج الجزائري الإبداعي أن يكون له مساحة أوسع في فضاء هذا الصالون، وقد ذكر السيد مونتان أن دعوة هؤلاء الكتاب جاءت باقتراح الطرف الفرنسي في أكتوبر 2015 خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب حيث كانت فرنسا الضيف الشرفي. وعلى هامش هذه الاتفاقيات وبرامج التبادل الثقافي انتقد البعض رؤية الوزارة في تبني مشاريع الترجمة، خاصة وأن وزير الثقافة من المبدعين الواعين بضرورة إحياء هذا الجانب الهام في الحياة الثقافية الجزائرية، وذكروا أن هناك تعثرا كبيرا في واقع هذه المشاريع الهادفة، حيث صرح الشاعر والمترجم محمد بوطغان لجريدة الشعب أن أسباب هذا التعثر كثيرة ومتعددة "منها غياب مشروع وطني للترجمة واضح السياسة والأهداف، ومنها غياب المقابل والتشجيع المادي للمترجم، ومنها العشوائية والتسرع في ترجمة أعمال أدبية"، في حين أكد آخرون على أن الوزارة عليها أن تكون واضحة في تعاملها مع هذا المشروع، وأن تدعمه بالشكل اللائق به ما دام هناك اتفاقيات تمضى مع دول أجنبية، فعلى الأقل تكون مؤسسات الترجمة في الجزائر حاضرة ببرامج واعية لأهدافها، ومدركة لضرورة هذه المشاريع التي تفتح نوافذ ثقافية هامة تحتاجها الساحة القرائية الجزائرية من جهة، كما تسوق بشكل إيجابي المنتج الجزائري وتضعه في مصاف العالمية، لا أن تبقى مجهودات فردية لا يستفيد منها إلا المقربين من فضاء المؤسسة الوصية.