نظمت الجمعيات المحلية بالأغواط نهار اليوم وقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي لمستشفى "احميدة بن عجيلة" بعاصمة الولاية استنكارا للوضع الكارثي الذي يعيشه المرضى الذين تزداد معاناتهم ضراوة وقساوه يوما بعد يوما بل عاما تلوى الآخر , تمثلت في عدة نقائص – حسب ذات المحتجون- الذين أكدوا أن الوضعية أصبحت معروفة لدى الخاص والعام ناهيك عن المسؤولين المحليين والمنتخبين وحتى على مستوى وزير الصحة التي وصلته شكوى مفصلة للوضع الكارثي والذي لا يحتمل التأجيل ولا التسويف , ذلك لعدم جدوى أي جلسات طارئة نظمت على مستوى المجلس الشعبي الولائي الذي كان يحضره كل السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية , تذهب كل أوراقها وتعليماتها أدراج الرياح رغم الاستقالات والتوقيفات واللهجات الشديدة التي توجه إلى مديرية الصحة والمصالح المعنية إلا أن الوضع يزداد تأججا ما استدعى من المجتمع المدني المطالبة بايفاد لجنة تحقيق قبل انفجار الوضع تبحث في السر ما وراء هروب الأخصائيين وعزوفهم أو ندرتهم, خاصة وأن العديد من المرضى لا تسمح وضعيتهم الحرجة الانتظار لمدة أطول ما يجعل معاناتهم تزداد يوما بيوم إلا من يمكنه جمع أموال معتبرة يقصد بها الخواص من الجراحين وآخرون من يقصدون القرى المجاورة إذا أمكن لهم ذلك كدائرة آفلو او مسعد التابعة لولاية الجلفة , كما هو سار الحال بقسم الولادة الذي يعتبر أحد أبرز المعاناة التي تعيشها الحوامل أين كان يعتبر فيما مضى أحد أبرز مراكز العبور إلى مصلحة حفظ الجثث ما كان يستدعى العديد من الأسر الفرار الى مشفى بلدية آفلو قصد الولادة هناك... و أشارت الشكوى التي رفعها المجتمع المدني إلى وزير القطاع ، عن ظاهرة العملية القيصرية مباشرة بعد دخول الحوامل ما يزيد من معاناتهم صار المستشفى يستقبل الحوامل، من جراء الأعداد المتوافدة بالمصلحة وموازاة في نقص القابلات والأخصائيين محتجين بحدوث مضاعفات قد تحدث في آخر لحظة للحوامل وفق كل هذا وذاك انعدام للنظافة وانتشار الروائح الكريهة والقطط والباعوض والناموس والحشرات الأليفة بالمستشفى . وأضاف أحد أبرز الجمعيات الناشطة والمستنكرة الى أنه قام بزيارة مستهدفة صبيحة يوم أمس على الساعة الثالثة لمصلحة الاستعجالات التي كانت من المفروض أن تكون قسما خاصا لطب العيون قبل أن يتم تحويلها إلى مصلحة للحالات الاستعجالية و التي تركت أيضا ورائها العديد من التسائلات، يقول نفس المصدر أن نقص عدد الأطباء وفوضى التسيير داخل المصلحة، كما يتم إجراء الأشعة للمرضى بطريقة غير واضحة، ما يستدعي إعادتها عند الخواص، بالإضافة إلى الاكتظاظ المسجل ، نتيجة الغيابات المتكررة للأطباء مع إلزام الممرضين تسجيل عدد معين فقط من المرضى لا يفوق حدود الساعتين على الأكثر. أما بإقامة الوافدين من المرضى فحدث ولا حرج ، فقد أشار البيان إلى أن منع إدخال الأفرشة والأغطية والأطعمة سبّب انتشار ظواهر غير مريحة للمقيمين مع عدم وجود بديلا يليق وصحة المريض، فدورة المياه والمراحيض داخل الغرف كارثية و مهترئة مخيفة في كثير من الأحيان منعدمة الانارة لا يسكنها إلا الصرصار "الجراي" والباعوض أغلب قنواتها مسدودة لا الصرف الصحي بل حتى المياه الصالحة للغسل مع انعدام المياه الصالحة للشرب روائح كريهة ...وهلم جرا مع استقبال ضيوف من الجرذان بين الحين والآخر، مع نقص و رداءة الوجبات والخدمات ونقص الممرضين والممرضات مع منع مبيت المرافقين . حتى جثث الموتى لم تنجو من هذه المعاناة فمصلحة حفظ الجثث، طالها أيضا الإهمال من حيث التغسيل،ما يضطر المغسل إلى جلب الماء الساخن من مطبخ المستشفى الذين يبعد عن نفس المكان مع امكانية خلط في الأواني ..، بالإضافة إلى تسرّب ماء الغسل إلى الخارج وأسفل ثلاجات حفظ الجثث مع ضيق المكان و وجود طاولة واحدة مخصصة للتغسيل قد تبرع بها أحد المحسنين . ومما تجدر الاشارة اليه أن مدير المستشفى و مدير الصحة الحالي لولاية الأغواط ، السيد عمر مطهري، يعتبران جديدا عهد بمنصبيهما الذي لم يتجاوز ال 45 يوما ،قاما بإحصاء جل المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة الاستشفائية بالأغواط , إلا أن ذات المحتجين أكدوا أنه تم إقالة واستقالة العديد من مسؤولي القطاع... إلا أن الأمر لا يزال مستمرا على حاله ما يدل على أن الاشكال لا يتوقف في المسؤول بعينه أو غيره ما يجددون مطالبتهم بايفاد لجان تحقيق ونزول وزير القطاع شخصيا لمعاينة المشاكل المطروحة.