يبدو أن الحياة الزوجية لا تخلو من السعادة كما أنها لا تخلو من التعاسة، لكن الإشكال أن السعداء قلّما يتحدثون عن سعادتهم في حين أن التعساء يجدون راحة البال وراحة النفس في التهكم من تعاستهم. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن نقدم النماذج التالية: 1 في إحدى وكالات السفر، قال المسافر: أود القيام برحلة ممتعة! فقال له الموظف: تود القيام برحلة ممتعة مع زوجتك؟فقال المسافر بغضب عنيف وقلق شديد: قلت لك: أريد القيام برحلة ممتعة؟! وهذا يعني أن المسافر يريد أن يستريح من مضايقات زوجته ومتاعبها، لأنه لو كان سعيدا في حياته الزوجية لما اختار السفر بمفرده، أو ربما يشعر بالرغبة في التصرف بحرية مطلقة دون قيود والسفر المنفرد يعني عدة تفسيرات. 2 ذهبت إحدى الزوجات إلى مختص في الأمراض النفسية، وقالت له: إن زوجي يحسب نفسه نابوليون لكن ليس هذا ما يقلقني، إن الذي يقلقني حقا هو أنه يعتبر الخادمة جوزفين، وقد أكد الواقع أن الخادمات كنّ سببا في خراب كثير من البيوت وتدمير العلاقات الزوجية. 3 قال المحامي لإحدى الزوجات: إنّ مجرد قلة المال لدى زوجك ليس سببا كافيا أو مبررا مناسبا لطلب الطلاق منه: أليس لديك سببا آخر أو مبررا أهم؟ قالت الزوجة: بلى لقد وجدت زوجا آخر أفضل منه. والمؤكد أن نجاح العلاقة الزوجية يعتمد على الإنسجام في الطباع والعقلية والمشاعر، وإذا لم تتوفر العلاقة الزوجية على هذه الشروط الثلاثة فإنها تكون مهدّدة بالإنهيار في أيّ وقت من الأوقات ولو بوجود مال قارون؟! 4 قال رجل لزوجته: هذا البرّاد ممتاز يحفظ لنا المأكولات لمدة شهر كامل، فقالت الزوجة في دهشة واستغراب: ماذا نأكل خلال هذا الشهر؟ وصدق المثل الشهير الذي يقول: «إذا جاعت البطون ضاعت العقول».