أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن الشعر الشعبي هو ذاكرة الأمة التي لن تنسى، لأن الشعر الشفهي والمكتوب توارثه المتعلمون من الشعب الجزائري، مضيفا أن الشعر في الثورة التحريرية الكبرى أدى رسالة الإعلام والتحسيس والتعريف بمبادئ الثورة، وبه استطاع الشعراء التعريف بالثورة سواء في داخل الوطن من خلال تناقله، وفي الخارج ساهم في إيصال صوت الثورة والترويج لها وهو امتداد لنضال الحركة الوطنية وصولا إلى الكفاح المسلح، والاحتفاء بالثورة عن طريق الشعر هو دفاع عن مبادئ ذاكرة الأمة ومكتسباتها. جاء تصريح وزير المجاهدين في افتتاح الملتقى الوطني حول «الثورة التحريرية في الشعر الشعبي» الذي انعقد أمس بولاية تيارت بدار الثقافة علي معاشي الذي يعتبر أحد شهداء المنطقة وأحد المؤرخين بالكلمة والقصيدة وصاحب مقولة « يا ناس أماهوا حبي الأكبر « التي تغنى بها بالجزائر. وزير المجاهدين الطيب زيتوني استدل في كلمة افتتاح الملتقى بكلام الرئيس الذي قال «إن الأدب والشعر الملحون بالخصوص كانا سباقين للتعريف بالثورة المجيدة.. « وأضاف أن الشعر الشعبي يحتاج إلى فضاءات أوسع، وتسخير إمكانيات أكبر لكون الجزائر تزخر بقامات علمية وفكرية تحتفظ بالذاكرة التاريخية من شأنها إضافة المزيد من الإثراءات للذاكرة الشعبية. وختم الوزير كلمته بالقول إنه لا تنمية لأمة دون تثبيت وتفعيل تراثها وثقافتها التاريخية. وعلى هامش الملتقى التقينا بالشاعر الشعبي لعرابي عبد القادر ابن ولاية مستغانم الذي أكد أن الشعر الشعبي في الثورة هو تاريخ مكتوب بحد ذاته يتطلب التمعن والقراءة المتأنية، ومن خلال القصيدة التي ألقاها نقل رسالة للأجيال التي لم يسعفها الحظ لمعايشة الثورة مطالبا إياها بالحفاظ على الجزائر التي يفتخرون بها مستدلا بما يجري ببلدان عربية في السنوات الماضية، جراء عدم التماسك وعدم الحفاظ على الموروث الثوري والثقافي. من جهة أخرى، وضع زيتوني باقة من الزهور بمكان إعدام الشهيد علي معاشي بتيارت، وزار بعدها جدارية الشهداء بمحاذاة منبع عين جنان الذي تم تدشينه مؤخرا، أما بدار الثقافة علي معاشي فتمت زيارة معرض نظم حول إصدارات في مجال شعر الثورة التحريرية من تنظيم المتحف الجهوي بالمدية، الشهيد علي معاشي كان حاضرا من خلال عرض شريط وثائقي حول سيرته ونضاله الثوري، وقد استمع الحضور إلى قصائد شعرية ومداخلة حول الشعر الشعبي، وبالمناسبة تم تكريم عائلة الشهيد علي معاشي وبعض الشعراء المجاهدين. المناسبة كانت محطة لزيارة مقر مديرية المجاهدين، وتسمية قاعة علاج متعددة الخدمات بحي 820 مسكن بالزمالة ببلدية تيارت. نشير إلى أن وزير المجاهدين رفقة السلطات والجمهور حضروا أمسية شعرية بدار الثقافة علي معاشي ومشاهدة أوبرا لشاعر الثورة الحاج مهدي ارسلان من تقديم المسرح الجهوي للمدية، وتم في الأخير تكريم مشاركين في الملتقى.