عادت الأمطار الأخيرة المصاحبة بالثلوج التي عرفتها ولاية بومرداس، خلال 48 ساعة الماضية، لتنعش النشاط الفلاحي وتعيد بعث الأمل وسط الفلاحين الذين استبشروا خيرا بكمية التساقط التي جاءت، بحسب تصريحاتهم، في وقت حساس من السنة لاستكمال الموسم وإنقاذ المحاصيل الزراعية الكبرى كشعبة الحبوب والبقول وباقي المنتجات في شعبة الخضروات والأشجار المثمرة، خاصة في المساحات المسقية التي كانت ستعجز عن توفيرها السدود والحواجز التي لم تتجاوز النسبة السنوية المطلوبة من التخزين. أدى التأخر النسبي في سقوط الأمطار وتذبذب الأحوال الجوية في عز فصل الشتاء، شهري ديسمبر وجانفي، إلى تسلل الشك لقلوب الفلاحين الناشطين عبر ولاية بومرداس الذين يربطون مصيرهم الفلاحي وتحقيق موسم ناجح بكمية الأمطار المتساقطة خاصة بالنسبة لبعض الشعب والمساحات المسقية. كما دق القائمون على تسيير الوكالة الولائية للسدود والتحويلات ناقوس الخطر، بالنظر إلى ضعف كمية التخزين المسجلة حتى شهر فيفري التي لم تتجاوز بسد الحميز الموجه للسقي الفلاحي نسبة 22٪ من نسبة الامتلاء ونفس الأمر بالنسبة لسد بني عمران، في حين لم تتجاوز الكمية بسد قدارة 50٪. كما كشف بعض الفلاحين الناشطين في شعبة الكروم الذين بادروا لإنجاز حواجز مائية لدعم محصولهم بالسقي عن طريق التقطير مع بداية فصل الصيف، عن تسجيل تأخر كبير في امتلاء الحواجز حتى نهاية شهر جانفي على غير العادة، إلا أن الاضطراب الجوي الأخير، وفق تصريحهم، الذي عرفته الولاية وكمية الأمطار المتساقطة قد أعاد الأمل مجددا بتسجيل موسم ناجح، خاصة إذا ما تتالت مثل هذه الاضطرابات المصاحبة بأمطار حتى نهاية فيفري الجاري وشهر مارس الداخل التي تكون في العادة الكمية المطلوبة لاستكمال النشاط الفلاحي حتى بداية عملية الجني. هذا وأرجع بعض المختصين وأصحاب التجربة من الفلاحين الناشطين في المساحات المسقية “أن تأخر امتلاء السدود والحواجز المائية راجع لتذبذب سقوط الأمطار وطول فترة الجفاف التي دامت لعدة أشهر وبالتالي فإن كمية الأمطار الأولى المتساقطة سرعان ما تتبخر بسبب الحرارة وجفاف التربة. وعليه، فإن كمية الأمطار المتساقطة على فترات منذ بداية فصل الخريف لم تؤد إلى تسجيل ارتفاع في منسوب السدود وحتى الوديان ظلت تقريبا على حالها وهو ما يعني أن الأمل لازال معلقا بشهري فيفري ومارس لإنقاذ الموسم واستبعاد شبح الجفاف، خاصة بالنسبة للقطاع الفلاحي الذي بدأت مساحته المسقية في التوسع بسبب تغير المناخ غير المستقر في السنوات.