احتضنت، أمس، قاعة المحاضرات لولاية بومرداس، لقاء موسعا أشرف عليه والي الولاية بحضور المنتخبين المحليين، مدير التربية ومديري المدارس الابتدائية خصص لمناقشة واقع القطاع وأهم المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التربوية للطور الأول كنقص الإمكانيات والوسائل خاصة في ظل تراجع ميزانية التسيير وعجز الجماعات المحلية عن التكفل التام بمختلف هذه الانشغالات المطروحة.. أجمعت جل مداخلات الحضور الممثلين لمختلف المدارس الابتدائية بولاية بومرداس على عجز الجماعات المحلية الاستجابة الكاملة لانشغالات واحتياجات هذه المؤسسات سواء من حيث التسيير والتأطير البشري كتوفير أعوان الحراسة وعمال المطعم والنظافة الذين يشتغلون عن إطار الشبكة الاجتماعية بعد تعليق مديرية النشاط الاجتماعي لعملية التوظيف في إطار هذه الصيغة، أو من حيث نقص الإمكانيات ووسائل العمل الضرورية وانجاز أشغال الصيانة داخل المؤسسات التربوية التي يشهد العديد منها تراجعا من حيث التهيئة والنظافة. ووصلت ببعض البلديات شبه الريفية إلى العجز في توفير أبسط الضروريات كمواد التنظيف، مادة المازوت لتشغيل مدافئ بالمدارس المتواجدة بالقرى الجبلية ناهيك عن أزمة النقل المدرسي التي تظل من النقاط السوداء المطروحة كل سنة ببلديات بومرداس، إضافة إلى انشغال آخر أكثر أهمية طرحه بعض المديري ويتعلق بنقص التنسيق وصعوبة التواصل وبطء التدخل من طرف المنتخبين لمعالجة بعض القضايا المطروحة على مستوى المؤسسات الابتدائية التي تتطلب متابعة يومية لواقع العملية التربوية على حد قولهم. هذه الانشغالات المتعددة بمؤسسات الطور الابتدائي في الحقيقة ليست وليدة اليوم وليست مقتصرة على ولاية بومرداس فقط، مما دفع خبراء القطاع إلى المطالبة برفع وصاية البلديات على المدارس الابتدائية والانضواء تحت مظلة مديريات التربية بصفة كلية على غرار الطور المتوسط والثانوي المستقلين عن الجماعات المحلية وهو المطلب الذي جدده المجتمعون اليوم خلال اللقاء باعتباره مشروعا كانت ناقشته العديد من جلسات القطاع على مستوى وزارة التربية للخروج من المأزق. هذا واعتبر والي بومرداس في تدخله”أن اللقاء الذي جمع الشركاء والفاعلين في قطاع التربية يسعى إلى التفكير في إيجاد آليات لمعالجة مختلف المشاكل والانشغالات الكبرى داخل القطاع التي تشمل الجانب الهيكلي، البيداغوجي والخدمات في محاولة للخروج بحلول تدريجية وإجراءات لتجاوز الاختلالات المطروحة من قبل مسيري المؤسسات التربوية.