دعا الدكتور براهيم براهيمي المختص في علوم الإعلام والاتصال الى تطهير الجامعة من الفساد والطفيليين لإنجاح الإصلاحات التي باشرتها الدولة، مؤكدا بأن الجامعة الجزائرية تعاني من توغل السياسيين داخلها واحتلالهم لمراكز القرار في الجامعة الجزائرية ما أثر على سيرها الحسن، موضحا بأن نظام الأ ل.أم.دي حتمية عالمية يجب التكيف معها. انتقد الدكتور براهيم براهيمي واقع الجامعة الجزائرية الذي أصبح مناخا للطفيليين والدخلاء على التعليم العالي والبحث العلمي محذرا من استمرار الوضعية الحالية التي قد تؤدي الى انسداد خطير في ظل وصول العديد من أشباه الأساتذة الى عمداء ورؤساء جامعات دون امتلاكهم لشهادات جامعية ولا حتى شهادة الباكالوريا وهو ما أدى الى تحويل مسار الجامعة الجزائرية لخدمة المصالح الاجتماعية لفئة معينة من الأفراد على حساب تلقين المعارف وجعل الجامعة منبرا لاقتراح الحلول لمختلف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. واقترح نفس المصدر أمس في تصريح ل»الشعب« تعيين وزراء التربية والتعليم العالي والبحث العلمي من الطبقة المثقفة وليس من الأحزاب السياسية حتى نبعد الجامعة عن الصراعات السياسية، وما حدث مؤخرا في جامعة بجاية يدعو للقلق بعد أن طالب بعض الأساتذة بتنحية رئيس الجامعة وتعيين آخر من حزب معين لخدمة بعض المصالح الضيقة. واستغرب في سياق آخر تحويل الجامعات الى شبه وكالة للأسفار من خلال استغلال منح الدراسة في الخارج لأغراض شخصية، وهناك من الأساتذة من يذهب الى فرنسا وهو لا يتقن أبجديات اللغة الفرنسية. ويرى السيد براهيم براهيمي في انتخاب عمداء الجامعات ورؤسائها الحل الأفضل لإعادة الجامعة إلى سكتها الحقيقية والتخلص من قبضة الدخلاء على الجامعة التي يجب أن تلتزم الحياد وعدم الانسياق وراء الأهواء السياسية . ويتخوف في سياق متصل من فقدان الجامعة الجزائرية لمصداقيتها في ظل التجاوزات الحاصلة في مسابقات الماجستير، ويبقى الطلبة هم الخاسر الأكبر في كل الأحوال فالجامعة الجزائرية أصبحت مسرحا للحديث عن كل شيء إلا المستوى الذي يتدنى كل سنة وننتج طلبة لا يستطيعون اقتحام سوق العمل في ظل ضعف المناهج ونقص التطبيقات ومشكل الاكتظاظ . واعتبر السيد براهيم براهيمي نظام »أل.أم.دي« حتمية عالمية يجب السير معها لأن الجامعة الجزائرية لا تستطيع أن تبقى في معزل عن الجامعات العالمية، غير أن تطبيقه في الجزائر لم يكن كما ينبغي في ظل تجاهل مقترحات الخبراء والأساتذة الذين عقدوا عدة اجتماعات منذ 2003 و2004 في بشار وتلمسان وغيرها من الولايات لتهيئة أرضية تطبيقه، ولكن وللأسف لم تؤخذ مقترحاتنا بعين الاعتبار. وأكد ذات المتحدث أن نظام »الأل.أم.دي« يمكن تطبيقه بسهولة في المدن التي تجمع عدة جامعات في اختصاصات متعددة على غرار الجزائر العاصمة التي تم دمج علوم الإعلام والاتصال مع علوم التاريخ وعلم المكتبات في النظام الجديد »الأل.أم.دي« وبعد سنتين يكون هناك تخصص وهذا ممكن جدا ولكن مثل ولايات عنابة، أم البواقي ، المدية، سطيف، بسكرة، مستغانم، ووهران، بجاية التي تتوفر على تخصص علوم الإعلام والاتصال لا تتوفر على مختلف العلوم الأخرى وهو ما يصعب من انجاح النظام الجديد الذي يوجد فيه نوعا من الهروب للأمام. وختم السيد براهيم براهيمي حديثه بالتأكيد على ضرورة مكافحة الإطارات المزيفة الدخيلة على الجامعة والتي تضر حتى بالمناصب التي تحتلها في مختلف المواقع لأن انعدام الكفاءة يؤدي الى الرداءة وهو ما يجب مكافحته مع الاستماع لممثلي الجامعة الحقيقيين وإشراكهم في جميع مراحل الإصلاحات. ------------------------------------------------------------------------