أوضح أمس وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي خلال اليوم الثاني من زيارته إلى ولاية ورقلة أن التوجه اليوم بالمنتوج الفلاحي الوطني نحو التصدير يستدعي تكاتف الجهود من أجل الرفع من قيمته وتوفير كل الظروف لجعله منافسا للمنتوج الأجنبي في الأسواق الخارجية، مبديا نية الوزارة لتأطير عملية التصدير في الجزائر بصفة عامة. أوضح الوزير أن الجهود خلال الفترة الماضية كانت منصبة على الرفع من الإنتاج الفلاحي وبفضل مساعي الدولة والدعم الشخصي لرئيس الجمهورية والمهنية التي اكتسبها الفلاحون عبر كامل تراب الوطن ساعدت كل هذه الظروف في تحقيق ذلك وقدم أمثلة بهذا الصدد موضحا أن إنتاج البطاطا الذي بلغ سنة 2000 حوالي 12 مليون قنطار ارتفع اليوم إلى 48 مليون قنطار وكذلك بالنسبة للطماطم التي كان إنتاجها يصل إلى حدود 4 ملايين قنطار فقد بلغ اليوم 13 ملايين والحمضيات التي كان إنتاجها في حدود 4 ملايين قنطار ارتفع إلى 16 مليون قنطار، أما الحبوب التي كانت تنتج بحوالي 9 ملايين قنطار فقد حققت إنتاجا قدر ب34 مليون قنطار. وأبرز بوعزغي أن التصدير في الجزائر أضحى مهنة يقوم بها مهنييون اختصاصهم التصدير على غرار المنتجين والمحولين والتي هي جميعها مهن تتكامل فيما بينها، كما ذكر أن بعض الخضروات والفواكه التي حققت إنتاجيتها اكتفاء ذاتيا يمكن التوجه بها سواء نحو التحويل أو التصدير، مؤكدا على أهمية بذل جهد للتصدير في ظروف تجعل المنتج الفلاحي الوطني منافسا للمنتوج الأجنبي في الأسواق الخارجية. وفي هذا السياق أضاف ذات المسؤول أن العمل جار وبالتنسيق مع كل من وزارة التجارة ووزارة الصناعة من أجل تسطير برنامج وتحديد تصور ورؤية واضحة لجعل التصدير حلقة من سلسلة القيمة الموجودة في المنتوج الفلاحي التي تبدأ من الإنتاج إلى التخزين والتحويل والتصدير، مشيرا إلى أن هناك الكثير من عمليات التصدير للمنتج الفلاحي المحلي في بداياتها ومن كل الأماكن على غرار العاصمة، بسكرة، الوادي، وهران وأدرار. وفي إجابته عن البرنامج المسطر من طرف الوزارة لتحقيق التغطية على طلب مادة الحليب خلال شهر رمضان أوضح الوزير أن الكمية الموجهة من بودرة الحليب المبستر المدعم من طرف الدولة والتي تنتجها مختلف الملبنات على المستوى الوطن سواء كانت العمومية والخاصة تغطي الطلب الوطني وأن المشكل يكمن أساسا في توجيه هذه المادة إلى وجهة غير وجهتها، مضيفا أنه وسعيا لضبط المنتوج والوقوف على وفرته خلال الشهر الفضيل فإن المصالح المعنية ستتابع وتراقب وجهات هذا المنتوج الذي من المفروض أن يوجه لتغطية طلب العائلات لا لوجهات أخرى غيرها. واعتبر بوعزغي أن ولاية ورقلة فيها ما يبشر بتنمية القطاع وما يؤهلها لتكون من الولايات الرائدة من حيث التنمية الفلاحية، سواء تعلق الأمر بارتفاع الإنتاجية في مختلف الشعب أو من حيث النوعية وكذلك التأطير محليا من طرف المرافقين للقطاع الفلاحي، هذا فضلا عن الإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها حيث تتميز بتربة صالحة للزراعة ومساحة شاسعة تمتد على 758 ألف هكتار قابلة للاستغلال منها 54 ألف هكتار مسقية ومن شأن العمل على تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية في مجال تنمية القطاع الفلاحي وجعله البديل الحقيقي والمحرك للنمو الاقتصادي أن يساهم في توسيع المساحة والرفع من إنتاجيتها. وقال نفس المتحدث أنه متفائل لمستقبل الفلاحة بورقلة التي كان إنتاجها الفلاحي قبل عشر سنوات محصورا في التمور، في حين تنتج اليوم كميات لا بأس بها في الحبوب وكميات معتبرة في الخضروات والفواكه واللحوم وأسماك المياه العذبة وهي منتوجات مؤهلة لتحقيق إنتاجية أكبر خلال السنوات القادمة، خاصة وأن السنوات الأخيرة عرفت توزيع أراضي فلاحية على عدد من المستثمرين الذين عرفوا بجديتهم في العمل ولهم إمكانيات في الإنتاج الفلاحي. تجدر الإشارة إلى أن الوزير أشرف على تدشين ملبنة الجنوب التي تعد من بين المشاريع الاستثمارية النوعية بالجهة والتي انطلقت في الإنتاج منذ فيفري 2017 وتبلغ طاقتها الإنتاجية 7500 لتر في الساعة و90 ألف لتر في اليوم وتمتد شبكة توزيع منتوجها عبر كل من ورقلة، تقرت، غرداية، حاسي مسعود، المنيعة، إيليزي وعين أميناس. وخلال زيارته لمستثمرة في إطار الاستصلاح الفلاحي وبتمويل ذاتي من صاحبتها صليحة أوزقزو بمنطقة خشم الريح والممتدة على مساحة 10 هكتار، 8 منها مستصلحة ومسقية وتتوفر على 1200 نخلة منها 600 دقلة نور، 550 غرس، 120 عولة و22 بيتا بلاستيكيا بمساحة 1 هكتار، دعا الوزير السلطات المحلية إلى تشجيع الفلاحين وخاصة الفلاحين الشباب للاستثمار في قطاع الفلاحة. واشار بوعزغي إلى أن رئيس الجمهورية أكد في الكثير من المناسبات على الدور الذي يجب أن يلعبه الشباب في تنمية الفلاحة، كما وشدد وزير الفلاحة على ضرورة بذل كل الجهود من أجل دعم وتشجيع النساء الراغبات في الاستثمار في هذا المجال وإحصاء عدد المستثمرات في المجال الفلاحي حتى يكن مثالا لتشجيع أخريات. وفيما يخص تربية المائيات بولاية ورقلة فقد قدم الوزير ملاحظات فيما يتعلق بالتفاوت المسجل في عدد الطلبات على الاستثمار في المجال بين ولايات الجنوب والتي لا تسجل منها ورقلة أي طلب مودع للاستثمار، مؤكدا على ضرورة ترسيخ فكرة التواصل مع الجمهور من أجل تكريس ثقافة استهلاك أسماك المياه العذبة وذلك عبر تنظيم حملات تذوق في الساحات العمومية والجامعات وغيرها وبالتالي جذب واستقطاب المستثمرين، مضيفا أنه من المهم أيضا لدعم الاستثمار في مجال تربية المائيات تشجيع دمج تربية المائيات بالفلاحة، وفي هذا الصدد يذكر أنه قد تم استزراع 100 يرقة من سمك البلطي النيلي بالمستثمرة الفلاحية لصاحبتها أوزقزو صليحة و200 يرقة من سمك القط بمستثمرة بن ساسي لزراعة الزيتون.