اعتبرت الناطقة الرسمية باسم حزب العمال لويزة حنون أن المسيرة التي نظمتها أمس التنسيقية من أجل التغيير انطلاقا من ساحة أول ماي فاشلة بكل المقاييس، وقالت أن الأطراف التي دعت إليها لا تحظى بثقة الشعب الذي أثبت وعيا كبيرا، وقد أصبح يدرك تمام الإدراك من يدافع عن مصالحه ومن يبحث عن تحقيق أغراض أخرى، وهذا ما جعله يمتنع عن المشاركة، فضلا عن جهل الجميع بمطالب الداعين لهذه المظاهرة. ووصفت السيدة لويزة حنون خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال البارحة في دورته العادية المسيرة غير المرخص لها بالمفبركة. وأكدت أنها كانت على الطريقة «الجورجية» أو ما يسمى «بالمظاهرات البرتقالية» وهي تدخل في إطار املاءات الغرب لأتباعها في الجزائر على شاكلة الحزب من أجل الثقافة والديمقراطية «الأرسيدي» على حد تعبيرها. وهو حزب حامل لأفكار الرأسمالية وكان ضمن الطاقم الحكومي ودافع بشراسة عن الخوصصة ولديه موقف معروف في قضية «التطبيع» وهي مواقف تحسب ضده. وفي نفس السياق حيت لويزة حنون الطريقة الرصينة التي تعامل بها رجال الأمن مع المتظاهرين الذين لجأوا لاستفزاز الشرطة بحثا عن الصدام والمواجهات وهذا بشهادة بعض مناضلي الحزب الذين توجهوا إلى ساحة أول ماي للاستطلاع لا للمشاركة. ونفت في هذا الصدد المعلومة القائلة بمشاركة جماهير تفوق الألف في المسيرة المحظورة، لأن العدد لم يكن يتجاوز بضع مئات حيث أنها نكتت تقول «عدد رجال الإعلام كان يمثل نصف عدد المتظاهرين». وفيما يتعلق بمصر ترى لويزة حنون أن المظاهرات والمسيرات الواسعة لم تؤد في الواقع إلى تغيير النظام وإنما رحيل مبارك وعائلته، لأن الجيش المصري أمام تحد كبير الآن، إذ يصعب عليه تجسيد مطالب الشعب التي ركزت على ضرورة استعادة الكرامة وإلغاء معاهدة السلام «كامب ديفيد». واستطردت في هذا الإطار تقول أن ما حدث في تونس ومصر لا يمكن أن يتكرر في الجزائر، بالرغم من أنه يعد محفزا لدى بعض الشباب الذين تحركوا الشهر الماضي واستخدموا العنف للتعبير عن مطالبهم، لكنها تؤكد في ذات الوقت أن الرئيس بوتفليقة ليس «بن علي» ولا «مبارك». وذكرت بالاستثمارات الضخمة التي تعرفها المنشآت العمومية والميزانية التي وجهت لها وهي تجزم بأنه لا يوجد أي دولة في العالم ضخت مثل هذه المبالغ الضخمة جدا فضلا عن التضحيات الاقتصادية التي باشرتها الدولة منذ 2008 والتي يباركها حزب العمال. ودعت حنون في هذا السياق إلى استكمال القرارات السيادية، بتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة لانشاء مجلس تأسيسي يعوض البرلمان بغرفتيه الذي لم يعد يخدم مصالح الشعب الجزائر. وفيما يتعلق بالحملة التي أطلقها حزب العمال لجمع التوقيعات أعلنت لويزة حنون عن جمع مليون توقيع. وقد دعت الموقعين إلى تشكيل لجان شعبية تعمل على الاقتراب من المواطنين والاستماع لانشغالاتهم ومشاكلهم لطرحها على الجهات المسؤولة في إطار منظم بعيدا عن التهويل والمزايدة وكل أشكال العنف.