لا بديل عن الفوزللعودة إلى المنافسة على تذكرة لعب العرس القاري يلعب اليوم المنتخب الوطني احدى أهم المقابلات في مشواره التصفوي لمحاولة اقتطاع التأشيرة لنهائيات كأس افريقيا للأمم 2012، عندما يستقبل نظيره المغربي بملعب 19 ماي 56 بعنابة في مباراة يصفها الكل أنها مصيرية.. بالنظر للوضعية التي يتواجد فيها «الخضر» ضمن هذه المجموعة التي تفرض عليه الفوز بالنقاط الثلاث اذا اراد العودة في المنافسة على التذكرة المؤهلة إلى الدورة النهائية للموعد القاري المقرر السنة القادمة. وباعتباره منتخب مونديالي فان الفريق الوطني لا يريد تضييع المشاركة في المنافسة الافريقية الاولى التي اعقبت كأس العالم.. وهذا رغم الصعوبة التي وجدها في المقابلات التصفوية الاولى والتي أثرت على ترتيبه وجعلته في موضع يحتم عليه الفوز بمباراة اليوم للنظر بتفاؤل لما تبقى من المنافسة التي ما زالت طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات. فالمنتخب الوطني الذي يوجد هذه المرة في موقع جيد مقارنة مع بداية التصفيات، سوف يستفيد من كل الظروف المواتية التي تؤهله لابقاء الثلاث نقاط بعنابة.. اهمها ان جل اللاعبين يتمتعون بلياقة ممتازة ويلعبون في أنديتهم المختلفة، وهذا ما أراح الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة. وكل المتتبعين أكدوا منذ فترة ان مباراة اليوم تلعب من الناحية البسيكولوجة، والفريق الذي سيكون مركز في الميدان هو الذي سوف تكون له الكلمة الاخيرة.. وفي هذا الصدد اشار المدرب الوطني ان طابع المباراة كداربي يجعل اللاعبين محفزين دون العمل على تحفيزهم اكثر، وهذا لابعاد الضغط عليهم وابقائهم في تركيز تام للمباراة. ومن جهة أخرى، فان الفريق الوطني يتمتع بخبرة معتبرة في مثل هذه المحطات مقارنة بنظيره المغربي، حيث سبق للخضر ان خاضوا مقابلات مصيرية في العامين الماضيين، خلال التصفيات المؤهلة للمونيال أو أثناء كأس العالم، الامر الذي يكون له أهمية كبيرة في تسيير مباراة اليوم.. والتي تلعب على الارضية قبل كل ش أخر... حوار تكتيكي بلاعبين مميزين الامر الذي يقودنا للحديث على ان الحوار سيكون تكتيكيا بين المدربين بن شيخة وغيريتس، وكل واحد منهما له رؤيته عن هذه المباراة.. ذلك ان المدرب الوطني الذي لم يلعب اية مباراة ودية تحسبا لهذا الحدث استثمر في أيام هذا التربص لوضع كل الترتيبات في صالحه، ووجود كل اللاعبين يعطي له رقعة الاختيار بصفة كبيرة. والمعطيات المتوفرة هنا أن الناخب الوطني لا يسعى لاحداث تغييرات كبيرة في المجموعة، فحراسة المرمى ستعود للحارس مبولحي الذي يعتبر الرقم واحد في الوقت الحالي.. ومعروف ان المدربين لا يعوضون حراس المرمى الا نادرا وفي ظروف معينة لاعطاء الاستقرار الضروري للخط الخلفي. في حين ان المشكل الرئيسي لتحضير هذه المباراة ظهر في خط الدفاع الذي يغيب عنه احد الركائز الكبيرة وهو ''الماجيك'' مجيد بوڤرة الذي يصعب تعويضه في وسط الدفاع.. مما سيضطر بن شيخة الى احداث تغيير في هذا المنصب الذي سوف يختار بين كارل مجاني واسماعيل بوزيد، اللذان لهما امكانيات كبيرة قد تفيد عنتر يحي في التصدي لكل الهجمات للفريق المنافس. وعلى جناحي الدفاع، فان كل الاحتمالات تصب في صالح مهدي مصطفى على اليمين ومصباح على اليسار كونهما لهما نزعة هجومية وبامكانهما اعطاء الاضافة وتمكين خط الهجوم من كرات ثمينة لان الغاية في مباراة اليوم هي الفوز قبل كل ش اخر..... وتبقى اختيارات وسط الميدان واسعة بوجود عدة لاعبين مميزين، لكن الاحتمال الوارد بقوة هو تجديد الثقة في كل الرباعي لحسن يبدة زياني بودبوز، حيث سيكون للثنائي الاول دور لتحصين المنطقة الوسطى وصد بداية حملات المنافس،، في حين ان زياني وبودبوز لتنشيط الهجوم ومد كرات ذكية لثنائي الهجوم الذي سيتشكل من جبور وغزال ... وهذه الاستراتيجية التي تعتمد على خطة ال4 - 4 - 2 هي الاقرب للواقع الذي تفرضه هذه المباراة، كون هذا الرسم التكتيكي له طابع هجوهي، الامر الذي سيسمح لزملاء يبدة الاستفادة من العديد من الفرص للتهديف. أما الفريق المغربي الذي قدم يوم الجمعة الى عنابة، فانه انطلق في التصفيات بصورة محتشمة قبل ان يعود في الجولة الثانية بفوزه على تانزانيا ويتموقع بشكل جيد في المجموعة، خاصة منذ قدوم المدرب ايريك غيريتس الذي اعطى قاعدة لعب صلبة باستغلال امكانيات اللاعبين بشكل افضل.. وبدون شك فان الاستراتيجية التي سيعتمدها الفريق المغربي ترتكز على الحد من نشاط وسط ميدان الفريق الجزائري كونها نقطة قوة الخضر، بالاضافة الى استغلال الامكانيات المعتبرة للاعبين خرجة وتاعرابت والشماخ.. هذا الثلاثي الذي على لاعبينا الاحتراس منه لمحاولة شل نشاط المنتخب المغربي. فالحوار سيكون ساخنا بين منتخبين يلعبان تقريبا نفس الكرة ولهما نفس الميزات وهي ان اغلب اللاعبين في التشكيلتين يلعبون لاندية اوروبية كبيرة.. فالفرجة مضمونة تحت الاضواء الكاشفة التي قد تضي مسار الخضر مرة أخرى في التصفيات المؤهلة للعرس القاري القادم... الأنصار يصنعون الحدث عاشت كل شوارع مدينة عنابة ليلة أفراح، والاحتفالات كانت كبيرة قبل ساعات من الداربي المغاربي بين المنتخبين الجزائري والمغربي.. حيث ان سيارات من كل نوع جابت الشوارع الرئيسية لبونة وعلى متنها شبان يهتفون «وان تو تري فيفا لالجيري» التي رافقت الفريق الوطني منذ سنوات عديدة.. وانتهزت العائلات عطلة نهاية الاسبوع وكانت في الموعد وبقوة.. خاصة على الكورنيش الذي عاش امسية لاتنسى الى منتصف ليلة الجمعة الى السبت. ففي أول الامر اصطف الجميع لمشاهدة مرور الحافلة التي تقل الفريق الوطني قادما من فندق صبري متجها نحو الملعب لاجراء الحصة التدريبية المسائية اين كان العديد من الانصار ينتظرون وحضروا انفسهم لتصوير بعض اللاعبين بفضل هاتفهم النقال.. لكن الحافلة مرت بسرعة امام مفترق الطرق الذي كان يعج بالفضوليين والانصار الذين صفقوا كثيرا ورقصوا بعد ذلك.. وقال احدهم انه تمنى متابعة كل الاطوار التحضيرية للخضر اثناء تواجدهم بعنابة، لكن يكتفي بهذه الوقفة كونه تفهم قرار بن شيخة الذي فرض التدريب بابواب موصدة للحفاظ على تركيز اللاعبين. وانتظر الكل بعد ذلك الحدث الثاني وهو وصول الفريق المغربي، الذي كان مقررا في أول الامر على الساعة الثامنة، لكن حدث تأخر في الرحلة المبرمجة من مراكش الى عنابة، والكل في الكورنيش العنابي حرص على البقاء هنا الى غاية مرور الحافلة التي ستأخذ الفريق الى فندق الريم الجميل الذي لايبعد كثيرا عن مقر اقامة الخضر. وكانت الساعة تشير الى العاشرة والنصف عندما مرت الحافلة التي اقلت زملاء اللاعب الشماخ، والذين لاحظوا الجو الذي ينتظرهم اليوم، حيث ان الانصار اقاموا مهرجانا حقيقيا على طول الكورنيش، واستقبلوا الفريق الضيف بكل روح رياضية الى غاية وصوله الى مقر اقامته . وكانت الامور تصب كلها في التحضيرات للموعد، ففي اغلب الاحياء شاهدنا الاعلام الوطنية في الشرفات اضافة الى السيارات التي كانت تجوب الشوارع اين اكدت ''الفوفوزيلا'' حضورها بقوة.. لكن الحديث الاخر في الكورنيش وساحة الثورة كان عن الاقمصة ومختلف القبعات التي سيرتديها الانصار اليوم لتشكيل ديكور مميز في مدرجات ملعب 19 ماي ,56. بالاضافة الى وجود العديد من التجار الذين يعرضون التذاكر باسعار خيالية وصلت حتى الى 3 ألاف دج للتذكرة الواحدة.. حيث اكد لنا أحدهم انه قدم الى الملعب لاقتناء التذاكر في اليوم الذي بدأت عملية البيع على الساعة الرابعة من صباح يوم الاربعاء الماضي لحجز مكان سمح له باقتناء التذكرة التي تسمح له رؤية نجوم الخضر عن قرب والمساهمة في الفوز على المنتخب المغربي اليوم... فالكل افترق في منتصف الليل تقريبا على ان يكون الموعد في اليوم الموالي والحديث عن يوم المباراة اين ستفتح ابواب الملعب على الساعة ال11 صباحا، حيث ينتظر ان تكون الامور التنظيمية في الموعد.. وبدون شك فان مدرجات الملعب سوف تمتلأ عن اخرها قبل ساعات طويلة من انطلاق المباراة.