يقول أحد الظرفاء: الإفراط في الفكاهة مجون والاقتصاد فيها ظرافة. ويقول أحد الحكماء: أفد طبعك المكدود بالهمّ راحة قليلا وعلله بشيء من المزاح قليلا، ولكن إذا أعطيته المزاح، فليكن بمقدار ما تعطي الطعام من الملح. لا يسمح هذا الحيّز بالحديث عن الجانب الفكاهي من الحياة، ولكن من المفيد تقديم هذه الطرائف: 1) في معهد علم النفس، كان المحاضر يلقي محاضرة حول أساليب التضليل في العلاقة ما بين البشر.. في البداية قال: أريد أن أعرف من منكم قرأ كتابي «نظريات الكذب المثالي»، رفع الطلبة أيديهم بالموافقة وهم ينتظرون الإطراء، شرع المحاضر في الحديث وهو يقول: حسنا قبل الدخول في صلب الموضوع أودّ أن أشكركم لأنكم قرأتم الكتاب الذي لا وجود له ولم يصدر حتى الآن؟! 2) كانت الفرنسية سارة برنار، نجمة المسرح الأولى في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد تصدّى لها دعاة الفضيلة من الأساقفة والرهبان وقالوا عنها أنها لعبة إبليس. بعد الإعلان عن عرضها المسرحي في شيكاغو تصدّى لها راهب الكنيسة وشنّ عليها هجوما عنيفا، وبعد انتهاء العروض المسرحية تلقّى رسالة شكر منها تقول فيها: يرجع إليك الفضل في نجاح العروض والمسرحية التي قدمتها في شيكاغو، وأرجو قبول تبرُّعِي بهذا الشيك بقيمة المبلغ المخصص لتكاليف الدعاية. 3) كان نجم السينما الفرنسية الأولى «آلان ديلون» يشترك في تصوير أحد الأفلام العالمية أمام النجم العالمي ريتشارد برتون، يشمل أحد المشاهد لقطة يهوي فيها ديلون بالفأس على رأس برتون الذي شعر بخوف شديد وقال: أرجو أن تكون حذرًا في كيفية التعامل مع الفأس لأنك إذا قضيت علي، فإن السينما العالمية ستخسر نجما من نجومها الكبار؟! 4) في أمريكا يعتبر كل شخص مجنونا إذا لم يزر طبيب الأمراض النفسية مرتين في الأسبوع!؟! 5) عاد المحرر الصحفي من ندوة صحفية لسياسي متشائم لا يعجبه العجب العجاب ولا الصيام في رجب، قال له رئيس التحرير: هل قال كلامًا يستحق النشر؟ قال المحرر: لا شيء على الإطلاق.. قال رئيس التحرير: في هذه الحال يجب ألا يقل التقرير الصحفي عن 2000 كلمة؟!