كشفت الأديبة والوزيرة السابقة للتربية زهور ونيسي أمس خلال مداخلاتها في ندوة فكرية حول «يوم العلم... والهوية الوطنية» نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية ل«الشعب» عن جانب آخر لنشاط الشيخ بن باديس في مجال التربية والتعليم وتعميم هذا الحق على كلا الجنسين. وأبرزت زهور ونيسي الدور الذي لعبه العلامة بن باديس في تعليم المرأة الجزائرية فكان المرجعية الذي أعطى وكرس حق التعليم للنساء، رغم العادات البالية التي كانت مستشرية آنذاك والتي حاولت فرنسا نشرها وسط المجتمع. وقالت زهور ونيسي في حديثها عن دور عبد الحميد بن باديس في التعليم انه كان عظيما وانه كان الأول الذي فتح أبواب العلم والمعرفة للمرأة الجزائرية حيث كون رائدات في التعليم باللغة العربية ولأول مرة في الجزائر كشقيقتها «نعناعة» والمرحومة «عقيلة حمروش»، واللواتي ساهمن بدورهن في تعليم البنات. وحسب الوزيرة السابقة للتربية كان مؤسس جمعية العلماء المسلمين ينوي إرسال مجموعة من النساء إلى سوريا بعد ان اتفق مع ابنة الأمير عبد القادر من أجل استكمال دراستهن الثانوية، إلا ان الموت اختطفته دون أن يحقق حلمه. وأكدت ونيسي التي درست على يد تلامذة الشيخ بن باديس في هذا السياق على أن العلامة كان يعطي أيضا دروسا للنساء بعد صلاة العصر، واستشهدت في كلامها بوالدتها التي كانت تحضر دروسه دون ان يدري أبناؤها بأنها أمية فمكنها ذلك من حفظ أحاديث نبوية وبعض أشعار الشافعي ما جعلها تساهم أكثر في تعليم أبنائها وتحفيظهم وهذا ليس بالغريب لأنه كان يدرك أهمية العلم وبدور المرأة في الأسرة المسؤولة عن إعداد أجيال مثقفة تساهم في بناء الجزائر. وأضافت نفس المتحدثة إلى أن والدها هو الآخر كان يمحو أميته من خلال الدروس الليلية التي يقدمها الشيخ بعد صلاة العشاء، وانعكس ذلك الحب للعلم على الأبناء الذين نالوا حصتهم من المعرفة في رحاب جمعية العلماء المسلمين التي أسسها بن باديس. وتأسفت زهور ونيسي عن تجميد دور جمعية العلماء المسلمين بعد الاستقلال والتي كان من شأنها ان تسهم أكثر في نشر العلم والثقافة الجزائرية واحتضان الشباب في فضاء ديني وتربوي يمتاز بالوسطية لا تشوبه شائبة هدفه الوحيد إعداد نشأ سليم، لكن تغييب دورها ورياح التغيير قادتنا إلى التغرب الفكري الذي قادنا إلى العشرية السوداء.