شكل ''سيكوم 2011'' الذي اختتم أول أمس فرصة لاستعراض استراتيجية مختلف المؤسسات الوطنية لتطوير نفسها اعتمادا على تكنولوجيات الاتصال الحديثة وسمح بالاطلاع على آخر مبتكرات الصناعات في مجال توسيع الشبكات. وكشف الجمهور لنا في جولتنا الاستطلاعية لماذا الاهتمام بتوظيف التكنولوجيا في تحسين الخدمات وتجاوز ملل الانتظار في الطوابير الطويلة مؤكدين على واجب المؤسسات في إتباع هذا النهج لفرض الوجود. وذكر مسؤولو مؤسسات في تصريحات ل«الشعب» بعين المكان أن الوحدات التي لا توظف التكنولوجيا مهددة بالإفلاس والتأخر عن الركب. تأتي هذه الاستراتيجية في ظل التطورات الكبيرة التي عرفتها التكنولوجيات الحديثة خاصة الرقمنة التي أصبحت لها قيمة متزايدة لدى مؤسسات المعلومات على اختلاف أنواعها، كما أنها تتمتع بأهمية كبيرة بين مختلف الوسائط والاختصاصات. ونظرا لمزايا النظام الرقمي الذي يمتاز بالفعالية و قابلية التنقل بسرعة والأمن وقلة التكلفة، أصبح لزاما على المؤسسات كسب هذه التكنولوجيا المتعلقة أساسا بالتحويل الإلكتروني للمعلومات بسهولة والوصول إليها من جانب المستفيدين، وإمكانية مشاركتها بينهم عبر الشبكات العالمية للأنترنت. لمسنا إدراك هذه الأهمية من خلال أجنحة قطاع الاتصال والعناوين الصحفية العمومية في ''سيكوم 2011'' والتي كشفت النقاب أمام المواطن عن وظائفها بعدما كان يجهل الكثير عنها. وتبين لنا كيف باتت العناوين الصحفية مجبرة على دخول عالم الرقمنة جريا وراء خدمة نوعية تفرضها منافسة شديدة زادتها حدة التطور الرهيب للرقمنة والانترنيت التي حولت العالم إلى قرية واحدة. وبخصوص هذا الموضوع عملت مراكز البريد على تشجيع المواطنين باستخدام وسائل الدفع الحديثة وتعريفهم بالتجارة الإلكترونية خاصة أمام الانفتاح الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر. وفي هذا السياق حدثتنا السيدة طيب سعاد ممثلة وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام عن أهمية المشاركة في ال''سيكوم'' مبرزة من خلال قراءة تقييمية مدى اهتمام المواطنين بالدفع الإلكتروني وكيفية الحصول على البطاقة ومزاياها لكونهم ملوا الطوابير الكبيرة لسحب الأموال أو لقضاء مصالحهم عبر ثلاثة آلاف و398 مكتب بريد . وقالت المتحدثة لنا في هذا المجال: ''بلغ حجم معاملات الدفع الإلكتروني خلال السنة 18مليون و700 ألف معاملات في السنة، ما يؤكد إقبال المواطنون على هذه العملية خاصة بعد توفير690 جهاز صراف آلي في الخدمة بالإضافة إلى وسائل مادية أخرى ما كرس فعليا حوسبة مكاتب البريد''. والى جانب ذلك كله عملت مختلف الجهات والمؤسسات على الدخول في هذا الفضاء من اجل مواكبة التطورات الحاصلة، وغير ذلك يعني الركون للفشل والتخلف المعلوماتي بعيدا عن ركب الدول المتقدمة.