أحيت الجزائروالصين في العشرين ديسمبر مرور 60 سنة على العلاقات الثنائية، من خلال حفل استقبال أقامته الخارجية الجزائرية بمعية السفارة الصينية وسط حضور لافت للطاقم الحكومي والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، مايعكس أهمية هذه العلاقات ليس للصين والجزائر فقط ولكن لكل المجتمع الدولي. العلاقات الثنائية بين البلدين قامت على ثلاثة أسس رئيسية وهي الاحترام المتبادل، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفضيل الحلول السياسية السلمية، وهي مبادئ تؤمن بها الجزائر كما تؤمن بها الصين تماما، وتجلى ذلك في مواقفهما المتطابقة اتجاه الكثير من القضايا الدولية، الإقليمية والجهوية، وهذا التطابق أسس بدوره لمتانة الصداقة بين الشعبين والدولتين، صداقة طبعتها مواقف ومحطات سجلت بحبر من ذهب، فالشعب الجزائري لا ينسى أن الصين هي أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة المؤقتة الجزائرية شهر سبتمبر 1958 وهي كذلك أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية بعد ثلاثة أشهر فقط على الاعتراف بها في 20 ديسمبر 1958، وهو اليوم الرمز الذي احيته وزارة الخارجية في احتفائية بقصر المؤتمرات كانت شكلت فرصة لوزير خارجيتنا وسفير الصينبالجزائر للتذكير بالمبادئ الثابتة التي ظلت تضبط العلاقات الثنائية بين البلدين على مدار 60 عاما، مما يؤكد في الوقت نفسه أنها لن تشوبها شائبة وأنها ماضية نحو الأفضل قدما بما يخدم الشعبين الجزائريوالصيني، هذا الأخير الذي لا ينسى هو الآخر ما بذلته الجزائر في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي انتهت بالمصادقة على مقترح الجزائر الرامي إلى استعادة الصين لمقعدها الدائم بمجلس الأمن، كما أن الصين تعول كثيرا على الجزائر في مبادرة طريق الحرير الذي تعمل على إحيائه وفق مقاربة تنموية تشاركية تعود بالنفع على الكثير من الشعوب الواقعة في نطاق هذه المبادرة الضخمة. إن العلاقات الثنائية بين الجزائروالصين الشعبية لا يمكن إلا أن يكتب لها المزيد من النجاح والتمتين أكثر والمبادئ التي يتقاسمها البلدان ستظل المحدد الرئيسي الذي يضبط عقارب هذه العلاقة على إيقاع التعاون والتشاور والحوار المثمر والمتواصل.