عاد الاهتمام بالمدارس الابتدائية بولاية بومرداس من حيث التهيئة وتجديد الهياكل وتوفير وسائل العمل والأساسيات، خاصة بالنسبة للتدفئة والإطعام المدرسي بعد حالة التقهقر التي عرفتها وبالأخص تلك المتواجدة بالقرى والمناطق النائية التي لم تنل حظا وافرا من الإهتمام رغم شكاوى الأولياء الذين بقيت تحركاتهم مبعثرة لغياب جمعيات أولياء التلاميذ في أغلب المؤسسات. ناهيك عن التبريرات التي يتحجّج بها المنتخبون فيما يتعلّق بميزانية التسيير والصيانة المخصصة لهذه المدارس التي تبقى ضئيلة جدا حسب تصريحات بعض المديرين.. ومن أجل تدارك العجز وتقليص الفوارق الموجودة، بدأت السلطات الولائية والمحلية في التحرك للتكفل بانشغالات واحتياجات المدارس الابتدائية باقتطاع جزء معتبر من الغلاف المالي الذي خصّصه صندوق التضامن للجماعات المحلية المقدر بأزيد من 900 مليار سنتيم لمشاريع التنمية المحلية بالبلديات وتوجيهها لإنجاز أشغال التهيئة الداخلية للمؤسسات كتجديد الأسقف، الكراسي والطاولات وكذا الفضاءات الخارجية للتلاميذ ومختلف أعمال الصيانة الضرورية وحتمية ربط المدارس بشبكة الهاتف والانترنت تماشيا ومتطلبات الرقمنة.. لكن، أهم تحدي يواجه البلديات حاليا هو توسيع حقّ الإطعام لكافة التلاميذ وكذا التدفئة المدرسية خاصة في هذه الأيام من فصل الشتاء، حيث لا تزال الكثير من المؤسسات بلا مطعم مدرسي لتقديم وجبات ساخنة وأخرى مكتفية بوجبة باردة، وعليه أطلقت عدد من البلديات أشغال إنجاز المطاعم بتعيين لجان تقنية أوكلت لها مهمة اختيار أرضية لذلك داخل فناء المدرسة، مع توزيع كميات كبيرة من المدفئات الجديدة تشتغل بالغاز الطبيعي على المؤسسات لتعويض القديمة التي كان أغلبها معطلة نتيجة نقص الصيانة ومادة المازوت. كما يبقى مطلب توفير النقل المدرسي يشكل هاجسا كبيرا للبلديات رغم استقبالها السنة الماضية لحصة من المركبات في إطار إعانات وزارة الداخلية، لكنها تبقى غير كافية لتغطية الاحتياجات المرتفعة أكثر بالنسبة للمدارس الريفية التي لم يقتصر انشغالها على الجانب المادي ونقص الإمكانيات، بل تعداه إلى جانب التأطير الإداري أيضا الذي يبقى من صلاحيات مديرية التربية. وهنا تشير الأصداء التي جمعتها «الشعب» لدى الأولياء، أن الكثير منها تسير بمدير مكلف بمؤسستين في حالة غير مؤسسة قانونا حيث «نددوا بحالة الشغور المستمرة منذ سنوات في بعض المدارس الابتدائية بحجة صغر المؤسسة وقلة عدد التلاميذ»، لأن هذه الوضعية كان لها انعكاسا سلبيا على مردود التلاميذ وأداء الأساتذة والموظفين الذين ألفوا غياب المسؤول الأول، إضافة إلى التردي الذي وصلت إليه حاليا على جميع المستويات على حدّ قولهم» وهي المعطيات التي أثبتتها الحاجيات التي أعلنت عنها مديرية التربية فيما يتعلّق بعدد المناصب الإدارية المفتوحة لمنصب مدير في الأطوار التعليمية الثلاثة منها أزيد من 90 مدرسة ابتدائية بلا تغطية وهنا فقط نعرف جزء بسيطا من واقع هذه المدارس ببلديات بومرداس ومنه نتائج الفصل الأول السلبية كتحصيل حاصل طبيعي.