تعول قيادة حزب جبهة التحرير الوطني على الدورة الاستثنائية المقررة نهاية الشهر الجاري لاحتواء الازمة التي تزامنت وتوقيت غير مناسب بالنسبة للتشكيلة التي تسعى جاهدة للحفاظ على موقعها في الخارطة الجديدة التي ستفرزها الإصلاحات السياسية التي تعرض على البرلمان في آخر دورة خريفية له. لايوجد خيار أمام عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب العتيد غير إعادة الأمور الى نصابها وإيجاد حل وسط يرضي المنشقين لرأب الصدع ووضع الحزب على سكة الإستحقاقات المرتقبة بعد اشهر قلائل، لاسيما وان الاحزاب المنافسة تفرغت للتحضير لها في وقت ينشغل فيه ''الافلان'' بالصراعات الداخلية التي مافتئت تهدأ منذ المؤتمر الجامع. وبقدر ما تعتبر اللجنة المركزية في طبعتها الإستثنائية فرصة بقدر ماتعد خطرا على الحزب في حال فشلت القيادة في احتواء الاوضاع، وسيكون يومي 30 و31 جويلية موعد انعقادها حاسمين في المرحلة المقبلة للحزب الذي يلقى منافسة شديدة من قبل التشكيلات الاخرى وفي مقدمتها التجمع الوطني الديمقراطي «الارندي» بقيادة أمينه العام أحمد أويحي. الطرف المحتج داخل صفوف «الأفلان» قد يخلط حسابات القيادة التي لاتريد ان ترتكب نفس الخطأ الذي كلفها الحصول على نفس عدد المقاعد التي تحصل عليها الحزب المنافس ممثلا في «الارندي» في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في طبعتها الاخيرة، نظرا لانشغاله بالأمور الداخلية في وقت اقام فيه «الارندي» تحالفا مع حزب العمال تمكنه من احراز تقدم كبير. وعلى الارجع فان بلخادم الذي يوجه امام امتحان صعب سيعمل جاهدا على الحصول على العلامة الكاملة فيه لان الخطأ غير مسموح ولاسيما وان الجزائر مقبلة على إصلاحات سياسية التزم القاضي الاول في البلاد بأن تكون جاهزة وتعرض على البرلمان في الدورة الخريفية المقبلة مايعني ان القوانين سيتم اعدادها في غضون شهر رمضان الكريم مع الاخذ بعين الاعتبار نتائج المشاورات السياسية التي مايزال بابها مفتوحا امام الجميع بما في ذلك المعارضة. كما ان الاستحقاقات التشريعية والمحلية المرتقبة في غضون 2012 تكتسي اهمية بالغة ذلك ان كل الاحزاب باتت في مرتبة واحدة ولايوجد حزب أقوى من الأخر كما أن الاحزاب التي طالما صنفت في خانة الصغيرة تريد حمل المشعل لان الاحزاب الكبيرة لم تعد كذلك بعدما ثبت إفلاسها السياسي حسبها. ويبقى الأكيد ان الحزب العتيد الذي يعاني قبل عدة سنوات من الصراعات الداخلية التي اعتبرها بلخادم بالظاهرة الصحية التي قلما تظهر في أحزاب اخرى تحرص قياداتها على تضييق الخناق على مناضليها، امامه امتحان صعب يحدد موقعه في الساحة السياسية خلال المرحلة المقبلة التي تتميز أساسا بالإصلاحات السياسية.