يواصل فريق اتحاد العاصمة تحضيراته، تحسبا للدخول في الموسم المقبل بكل جدية، أين يسعى القائمون على النادي إلى توفير كل الظروف المناسبة سواءا من الجانب المادي أو البشري وبالتالي ضمان حصد النتائج الايجابية منذ البداية. فبعد أن عانى الاتحاد خلال الموسم المنصرم إلى درجة رهن حظوظه في البقاء ضمن قسم النخبة، ولم تتضح الأمور إلى غاية آخر جولة من أول بطولة محترفة بالجزائر. لهذا فإن المالك الجديد للنادي «علي حداد» قام بعدة اجراءات في الصميم داخل بيت الفريق العاصمي، والبداية كانت بضخ ميزانية ضخمة في الخزينة، ثم تغيير المدرب واستقدام رونار، وبعدها شرع في انتدابات بالجملة للاعبين، وحصل حداد على خدمات خيرة العناصر الوطنية حتى أصبح الفريق يلقب ب «منتخب المحليين»، وأبرز العناصر نجد كل من لموشية بزاز، جديات، بوعزة، حميتي.. وتبقى القائمة طويلة. بالطبع أن الهدف من كل هذا هو محو كل مخلفات الموسم الفارط من حيث تردي النتائج، وساهمت فيها بشكل بارز تلك المشاكل التي خيمت على محيط الفريق والتي جعلته يعيش في دوامة من الاخفاقات، بدليل أصبح الهدف الأول لأبناء سوسطارة هو تفادي الهبوط. الإنسجام ضمن الأولويات وهذا ما حصل بالفعل، حيث وبمجرد بلوغ الهدف المسطر، حتى شرعت ادارة «حداد» في التطبيق الميداني لكل الأمور التي تم المصادقة عليها. وذلك من خلال المعسكر الاعدادي الذي تم تسطيره من طرف المدرب وكان التربص مقسما بين الجزائر وفرنسا تخللته عدة مباريات ودية، وللإشارة فإن الاتحاد متواجد حاليا بفرنسا بمركز «ليس» أين يتدرب الفريق بشكل منتظم حسبما يتماشى مع شهر الصيام أي صباحا وبعد الإفطار. في حين يبقى العمل الكبير الذي ينتظر المدرب رونار هو فرض الانسجام والتناسق وسط عناصر التشكيلة وتصحيح الاخطاء من خلال معرفة النقائص الموجودة بين الخطوط الثلاثة، إضافة إلى الحصص النظرية أي من شأنها تعريف اللاعبين بمعنى الاحتراف الحقيقي. وبالتالي نفهم أن الأمور لن تكون سهلة أمام رونار من أجل وضع التشكيلة الاساسية في ظل الترسانة الموجودة بين يديه، ولهذا فهو مطالب بايجاد الحلول المناسبة في ظل هذا الوضع من أجل بناء فريق الأحلام الذي بامكانه حصد الألقاب مستقبلا والعودة إلى زمن الانتصارات أين كان أبناء سوسطارة دوما يحتلون المراكز المتقدمة في مختلف المنافسات، قبل أن يدخل في النفق المظلم والأكثر من ذلك أصبح الفريق يقاوم على البقاء في حظيرة الكبار، وهذا ما يتنافى مع سمعة وتاريخ النادي وخير مثال هو حصده ل 5 كؤوس للجمهورية. أما الجمهور يبقى ينتظر إلى غاية أول ظهور رسمي لفريقه من أجل معرفة اذا ما عاد إلى الواجهة أم لا وأملهم في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تعكس الامكانيات المادية والبشرية لأصحاب الزي الأسود والأحمر.