تمرّ الكرة الجزائرية على مستوى التمثيل القاري بمرحلة جدّ صعبة، وتراجعت نتائج ممثلينا بشكل مفاجىء وكبير جدا، وفي وقت قصير. فإلى جانب الإخفاقات التي سجّلها الفريق الوطني وتضاؤل حظوظه بشكل كبير في حضور العرس القاري القادم، فإن العدوى انتقلت إلى ممثلينا على مستوى الأندية، حيث أنّ مولودية الجزائر وشبيبة القبائل أصبحا خارج الإطار ولم يقدّما المستوى الذي كنّا نتمنّاه، وسجّلا انهزامات متتالية في رابطة الأبطال وكأس الكاف، دون الحديث عن وفاق سطيف الذي كان قد أقصي منذ مدة بعد تدني مستواه بشكل كبير، رغم أنه كان يشارك باستمرار في المنافسات الدولية في الأدوار المتقدمة. ولاحظنا أن آداء أنديتنا بعيد جدا عن النسق الذي فرضته الأندية المنافسة، والتي تعتمد على التكوين الجدّي، على غرار الأندية النيجيرية والكونغولية، في حين أن أنديتنا »تلاحق الزمن« بالانتدابات العديدة في كل موسم، الأمر الذي يؤثّر على التنسيق داخل الفريق، خاصة في مرحلة قبل انطلاق البطولة. وهو ما حدث للمولودية والشبيبة، حيث لم يستطع أي فريق من الاعتماد على تعداده السابق، وانتدب لاعبين جدد يتطلّب منهم فترة التعود مع أجواء الفريق، وإجراء التحضيرات المكثّفة للوصول إلى الانسجام الضروري في مثل هذه المنافسات. فالرؤية القصيرة المدى جعلت الأمور لا تسير بالشكل الذي يتمنّاه أنصار هذه الفرق، التي ضيّعت بريقها مباشرة بعد دخولها في المنافسة القارية، وقد تؤثّر هذه النتائج عليها حتى في البطولة من الناحية المعنوية. لكن رغم ما قلنا عن هذه الأندية، فإنّ المسؤولية لا تتحمّلها لوحدها، وإنّما تعود أيضا للظروف التي عاشتها البطولة المحترفة في عامها الأول، والتي عرفت رزنامتها مشاكل عديدة في البرمجة التي كانت عشوائية، وأثّرت على سيرورة المنافسة بشكل منطقي، وأثّرت على العمل الفني للمدربين، وكذا اللاّعبين الذين لم يتمكّنوا من تسيير قدراتهم الفنية والبدنية بشكل جيد، كما أنّهم لم يحصلوا على فترة الراحة، ودخلوا بعد أسبوع فقط من نهاية البطولة الوطنية في تحضير المواعيد القارية..!!؟