تميزت، أمس، محطة الخروبة بحركية عادية لا تشبه تلك التي تطبعها عادة عشية الأعياد والمناسبات، نظرا لتزامن عيد الفطر وكذا شهر رمضان الكريم والعطلة الصيفية، ليقضي بذلك الطلبة الذين عادة ما يشكلون الجزء الأكبر من المسافرين مع عائلاتهم. هذا ما رصدته «الشعب» في عمليتها الاستطلاعية عشية العيد. واستنادا إلى مدير تطوير الشبكات على مستوى المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة، عاشور زايدي، فإن معدل عدد المسافرين الذين يتنقلون يوميا تراوح مابين 17 و15 ألف خلال الأسبوع المنقضي. على عكس السنوات الماضية، فإن التنقل إلى مختلف الوجهات، عشية عيد الفطر، لم يعد يطرح مشكلا والمسافرون لا يواجهون صعوبات في تنقلاتهم، نظرا لإنخفاض عدد المسافرين إلى النصف، مقارنة بالسابق، نظرا لتزامن شهر رمضان ومناسبة عيد الفطر والعطلة الصيفية. ولعل ما يلفت الإنتباه لدى الدخول إلى المحطة، الشباب الذين يتوجهون إلى المسافرين ليعرضون عليهم الوجهات وإقناعهم باختيار حافلات ناقليهم، وإذا كان المسافرون الجدد يعتمدون على خدماتهم، فإن أولئك الذين اعتادوا السفر، يفضلون دفع ثمن التذاكر في الشبابيك والإلتحاق بالأرصفة واختيار الحافلة التي يريدون في حال وجود خيار. وحول هذه المسألة، أوضح السيد عاشور في تصريح ل«الشعب»، أمس، بأن نشاط هؤلاء الشباب غير شرعي، محملا المسؤولية للناقلين الذين يوظفونهم، موضحا بأن الأمر يتعلق بمنافسة غير شريفة، ولوضع حد لهذه الظاهرة، تقوم إدارة المحطة بتعليق رحلات الناقل لمدة 3 إلى 4 أيام وفق ما ينص عليه القانون الداخلي، ما يترتب عنه خسارة يتكبّدها الناقل، كما تعلم مديرية نقل الولاية في حال تماديهم، إلا أن ما يلاحظ، أن هذه الإجراءات الردعية لم تمنع الناقلين من تطبيق قانونهم الخاص. واذا كان إرغام المسافرين على التنقل مع ناقل دون الآخر يشكل نقطة سوداء، لاسيما وأن المسافر لا يحبذ هذا الشكل من أشكال الضغط، فإنه توجد نقاط إيجابية بالمقابل، على مستوى المحطة، تتعلق أساسا بالخدمات، منها شاشات لبث برنامج الرحلات المبرمجة لنفس اليوم واليوم الموالي على شاكلة المطارات، الأمر الذي يغني المسافر عن التنقل لطلب معلومات حول الرحلات ليتجنب هذا العناء. وعلاوة على فتح الشبابيك في ساعات مبكرة وتحديدا على الساعة الرابعة صباحا مع العلم أن الرحلات تمتد إلى غاية منتصف الليل والواحدة صباحا فإنه يوجد مكتب لبريد الجزائر يسمح للمسافرين بسحب المبالغ المالية يحتاجونها للسفر ولا يضطرهم ذلك للتنقل، كما في السابق، بحثا عن مكتب بريد. محطة النقل البري للمسافرين التي كانت توصد أبوابها في السابق على الساعة السابعة مساء، كأقصى حد، باتت تبرمج رحلات تمتد إلى الساعة الواحدة صباحا، لاسيما وأن الناقلين والمسافرين على حدّ سواء يفضلون الرحلات ليلا، لاسيما منها الطويلة وباتجاه الولايات الجنوبية التي يكون السفر إليها نهارا، شبه مستحيل، لاسيما خلال شهر الصيام. واستنادا إلى توضيحات مدير تطوير الشبكات، فإن عدد المسافرين، يعدّ منخفضا مقارنة بالسنوات الأخيرة، وكذلك بمناسبات أخرى مثل عيد الأضحى، حيث سجل عدد مسافرين ضاهى 32 ألف في اليوم خلال هذه المناسبة من السنة الماضية، في وقت سجل فيه تنقل لم يتعد 15 ألف شخص في عيد الفطر يوميا، خلال الأيام الأخيرة. ولا يسجل إرتفاعا كبيرا في عدد المسافرين في رمضان وعيد الفطر، لأن المسافرين يتنقلون تدريجيا ابتداء من الأسبوع الثاني، وهناك من يفضل قضاء الأسبوع الأخير مع العائلة، لاسيما العمال الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم، وتزامن هاتين المناسبتين وموسم العطل، ساعد على تخفيف الضغط. ورغم أن إدارة المحطة، توقعت إرتفاعا في عدد المسافرين خلال الأسبوع الأخير واتخذت كل الإجراءات ابتداء من يوم الثلاثاء الأخير، أي عشية عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن عدد المسافرين لم يسجل ارتفاعا، وتراوح مابين 15 و17 ألف مسافر يوميا، حسب ذات المتحدث. وعلى غرار النقل بالحافلات، فإن النقل عن طريق سيارات الأجرة، متوفر أيضا مقابل عدد معقول من المسافرين الذين يضطرون في بعض الأحيان إلى جمع الأموال لدفع ثمن مقعد أو مقعدين شاغرين لعدم الانتظار طويلا، لاسيما وأن درجة الحرارة مرتفعة، كما أنهم يفضلون ربح الوقت للوصول مبكرا إلى بيوتهم لأخط قسطا من الراحة بعد تعب السفر.