عبّرت السيدة جازية سيقا 59 سنة، مشرفة تربوية متقاعدة في قطاع التربية بإكمالية طالب عبد الرحمان ببلدية قصر البخاري بالمدية عن فرحتها غير المتناهية نظير التكريم الذي خصتها بها مديرة هذه المؤسسة التعليمية لمدة 31 سنة، بأنها مارست هذه المهنة عن حب وتفان، ولم تتح لها فرصة ممارسة مهام تعليمية،ووجدت نفسها رفقة الطاقم البيداغوجي لحكمة ما، وتمكّنت وقتها من أداء مهامها، بعدما حظيت بمساعدة وتعاون عائلتها في تربية أبنائها الستة، الأمر الذي سمح لها بحسن تربية أبنائها بهذه المؤسسة التعليمية، حيث كانت مشرفة وأم في نفس الوقت. 29 أكتوبر1987.. الانطلاقة أكدت جازية سيقا في هذا الصدد «كنت أؤدي عملي بكل تفان، وحريصة جدا على ذلك بالنظر إلى الدعم الذي حضيت به أيضا من قبل السيد عيسى مغاسل الذي تقلّد بعد رتبة مدير بعد سنوات من العمل كمراقب واليوم كمتاقعد، فهو من حببني في هذه الوظيفة السامية، إلى جانب زوجي المتقاعد عن مديرية سونلغاز والذي كان له تأثير كبير في نجاح مشواري في العمل والمنزل على حدّ سواء»، مشيرة محدثتنا التي كان يطلق عليها اسم «طاطا» بأن هذه» الوظيفة لم تؤثر عليّ صحيا، ولكن انجر عنها الكثير من المتاعب النفسية»، كاشفة في تصريح خاص ليومية «الشعب» بأنها كانت تعمل مع زملائها في جو عائلي كأسرة واحدة، منبّهة فيالوقت ذاته بأنها خلال مسارها المهني كانت ترافق التلاميذ في النصف الداخلي، بما في ذلك زميلها المتقاعد ميسوم منقار، معتبرة بأن مهنة المشرف باتت خفيفة مقارنة بما كانت عليه في السنوات الفارطة، حيث بات اليوم المشرف يقوم بأعماله بواسطة الحواسيب عكس ما كان معمولة به سابقا. أبدت السيدة جازية المتقاعدة فرحة منقطعة النظير حيال الزيارة الفجائية التي خصتها بها إدارة المؤسسة وامتنانها للدعوة الكريمة التي تفضّلت بها المديرة رشيدة موايزية ومساعديها في المشاركة في رحلة نحو بارك عائلي بولاية تسمسيلت، واصفة هذه المبادرة بالسلوك الحضاري، كونها أحسست وكأنها لازالت تعمل ضمن الطاقم التربوي بهذه الاكمالية، معرجة على مسارها المهني بدءا من تاريخ 29 أكتوبر1987، على أنها عملت مع سبع مدراء، كما أنها تعبت في بداية هذا المشوار المهني، كون أن المدير الذي عملت معه وقتها لم يدرك صعوبة وضعيتها الاجتماعية، وكان يتعمّد التفرقة بين العمال، رغم إنني حرصت على أداء مهامي كما يجب، مستطردة قائلة «كنت أبذل مجهود مضاعف مع التلاميذ المستفيدين من النصف الداخلي حتى يتم دعمهم للحصول على نقاط ممتازة، وكنت أتعمّد تحفيظهم الدروس إلى حدّ توبيخ بعضهم وصار هؤلاء بمرور الوقت من كبار القوم شأنا واحتراما ما بين أقرانهم»، علاقة ود معّ الأولياء أكدت السيدة سيقا في هذا الصدد بأن علاقتها بالأولياء كانت مبنية على الاحترام المتبادل، إذ كان يصرّ بعضهم على أن أمارس مهامي دون هوادة في تربية أبنائهم من أجل التعلّم، مذكرة بما قدمه لها السيد لخضر بوصبع مدير متوسطة بالمدية حاليا، لمساعدته كثيرا في أداء مهامها والتكفل بوالدتها أثناء فترة مرضها، بما في ذلك زملائها فتيحة زوبيري، محمد قندوزي، أحمد هيدور، فتيحة دورباج، نادية زوبيري، نعيمة بصري، وعبد القادر قرايني، معتبرة في ختام حديثها العفوي بأن وظيفة مشرف تربوي هي مهمة جماعية مبنية على عامل التنسيق والتعاون وتتطلّب التزاما من طرف الأساتذة، مع وجوب مرافقة الأولياء لأبنائهم عن قرب داخل وخارج المؤسسة التعليمية، داعية العمال ممن يزالون الوظيفة العمومية وبخاصة أقرانها إلى الإخلاص في أداء مهامهم وعدم التفرقة بين التلاميذ وإبراز الممتازين لترغيب ضعاف المستوى لأجل بذل مجهود أكبر، مع ضرورة التحلي بحسن المعاملة بين أفراد الأسرة التربوية باعتماد الاحترام المتبادل كأداة للتواصل وترقية المهنة والسهر على ديمومتها.