هي واحدة من مربي أجيال الجزائر ومشرفة على ادراة مؤسسة تربوية كبرى بالعاصمة ، تعرف بالصرامة والتفاني في العمل والكل عندها سواسية فالقانون على الجميع كما تقول محدثتنا والنجاح للأفضل .وبحكم عيدهن العالمي الموافق للثامن من مارس من كل سنة ارتأت المسار العربي آن تسلط الضوء على هذه السيدة والأم والتي أثرتنا بهذا الحوار دون أي عقبات. هي السيدة دراوي فتيحة مدير ثانوية تاماريس بالمحمدية بالعاصمة. متحصلة على شهادة ليسانس في الأدب بجامعة الجزائر عام 1982 .كما أنها متحصلة على ديبلوم في الترجمة. كيف أصبحت السيدة دراوي مديرة ثانوية ؟ بعد المرور بعدة مراحل كان أولها التدريس لمدة 18 سنة وبحكم التجربة الكبيرة والصرامة في العمل وحب هاته المهنة المقدسة تم اختياري كناظرة في العديد من الثانويات بالعاصمة وبعد أن لاحظ الجميع صرامتي وتفانيى في العمل تم اختياري كمديرة ثانوية وكان ذلك سنة 2007 حيث أصبحت في هاته المرتبة إلى يومنا هذا ، للملاحظة فقط فانه وبالرغم من صعوبة وثقل هاته المسؤولية أولا أنني تحملها ومازالت وهذا راجع لحبي الشديد للعمل وترك بصماتي في أي مجال يتاح لي ، إذ وبالرغم من أن هاته المهمة الصعبة والشاقة الا أنني أحس بالراحة والطمأنينة سيما عندما أقوم بواجبي على أحسن وجه خصوصا مع الأساتذة أو أثناء التعامل اليومي مع التلاميذ أو الأولياء الذين استقبلهم باستمرار وأحاول حل مشاكل أبنائهم بقدر الاستطاعة وبكل يسر وذكاء. السيدة دراوي تنتمي حسب علمنا إلى الأسرة الثورية .هل يمكن أن تعطينا معلومات حول هذا الموضوع الذي يشرفك كامرأة جزائرية. فعلا أنا انتمي إلى الأسرة الثورية وهذا في حقيقة الأمر وسام شرف ليس لي فقط وإنما لكافة عائلة دراوي.فوالدي شهيد توفي وهو في عمر الزهور حيث استشهد وهو في ال 23 من العمر أي في عز شبابه وعطائه حيث ترك والدتي وهي في سن ال 18 من عمرها.حيث أصبحت بعد استشهاده رحمه الله الأم والأب معا فهي أم قلما نجد مثيلا لها وقد توفيت رحمها الله قبل سنة.إضافة إلى ذلك فان 3 من أعمامي يعتبرون شهداء ثورة التحرير المباركة وقد شرفتنا الدولة الجزائرية وكرمتنا بان أعطت تسمية احد شوارع باب الواد باسم العائلة الكريمة. نعود إلى مجال تسير المؤسسة حيث يعرفك الجميع بالمرأة الصارمة.ما تعليقك على ذلك؟ هذا سؤال مبالغ فيه فلا احد يصل إلى الكمال لان الإنسان ضعيف وخطاء ولكن من جانب أخر أسعى وابذل قصارى جهدي لأطبق القانون على الجميع ودون استثناء أو مبالغة والهدف هو الوصول إلى الحد الأقصى من النظام والانضباط وهذا هو واجبي ودوري كمديرة ثانوي وأيضا مبادئي التي تحتم علي أن أكون في مستوى المرأة المسؤولة التي تؤدي وجبها انطلاقا من مبادئ القانون والضمير والمهنية . يعرف عن ثانوية تاماريس التي تديرينها ارتفاع نسبة النجاح فيها كل سنة .ما تفسير السيدة دراوي لذلك. ارتفاع نسبة النجاح حقيقة مرتفعة ولكن بكل تواضع هناك مؤسسات أخرى أحسن منا وهي حقيقة يجب أن تقال ولكن في المقابل نحن في سباق مع الزمن لنكون مثل الآخرين ونطمح للأحسن وبالرغم من قولك أن نسبة النجاح مرتفعة الا أنني أبقى دائما غير راضية على ذلك لان طموح النجاح غير محدود عند المسؤول.فنحن لا يهمنا النجاح بالأرقام بقدر ما يهمنا النجاح التربوي لان تربية الأجيال في نظري لا تقل أهمية عن التعليم فالمجتمع الناجح هو المجتمع الذي يربي ويكون في آن واحد ولكي نصل إلى كل هذا لابد من تظافر جهود الجميع من سلطات و إدارة و أساتذة فأولياء . كيف تفسر المديرة دراوي تفوق العنصر الأنثوي على العنصر الذكري في التحصيل الدراسي؟ أولا من جانب المكتبة فالتلميذات مواظبات عكس التلاميذ الذين لا يعيرون اغلبهم أهمية للمطالعة.فنحن نلاحظ الإقبال الكبير للبنات على المكتبة أكثر من البنين ثانيا الرغبة في التفوق والنجاح أصبحت ظاهرة موجودة ومتطورة لدى البنات حيث نجد المنافسة على أشدها بينهن عكس التلاميذ.ثالثا تشجيع الآباء لبناتهم ربما كلها أمور ساعدت على تفوق البنات وجعل كفة النجاح تميل لصالحهن. بعد خروج السيدة دراوي فتيحة من العمل الإداري. كيف تقضي بقية ساعات يومها؟ في الحقيقة آن التعب يأخذ مني ما يأخذ ولكن مع ذلك أحاول إسعاد زوجي وتلبية رغبات أبنائي قدر المستطاع فأحاول تلبية طلباتهم المتنوعة والمتعددة وهذا واجبي كأم وكزوجة وكامرأة وأصدقك القول آن حبي للعمل لا يقتصر فقط على الجانب الوظيفي الادراي ولكن يتعداه إلى الجانب المنزلي والأسري. كلمة أخيرة للسيدة دواري من خلال يومية المسار العربي نشكر جريدة المسار العربي على هذا الاهتمام الكبير بالمرأة الجزائرية وحضورها لتغطية هاته الفعاليات كل سنة . ولا تفوتني أيضا الفرصة آن أقدم أحر التهاني للمرأة الجزائرية والعربية والمسلمة متمنية لهن بالنجاح والتوفيق والتطور والازدهار حتى يصلن إلى ما وصلت إليه المرأة في الدول الكبرى.وأدعو الله آن يوفق أبناءنا وبناتنا لما فيه الخير حتى يكونون قادرين على استلام المشعل والسير قدما لبناء جزائر عصرية متطورة وقوية.