تحمل الاصلاحات في مجال الاعلام العديد من المؤشرات الايجابية في مجال سبر الآراء من خلال التحضير لأرضية قانونية ومهنية تسمح بتدارك العجز في هذا المجال الذي بات مصدرا خطيرا للمعلومات التي تقلب موازين القوى في القضايا الحساسة والأزمات .يعرف قطاع سبراء الآراء في الجزائر تأخرا كبيرا سواء من خلال التشريعات أو الممارسة فقد نص قانون الاعلام 90 04 في مواده الأخيرة بانه سيصدر قانونا خاصا بالاشهار وآخر بسبر الآراء غير أن التحولات الأحداث والتحولات التي عرفتها البلاد آخرت الاهتمام بهذا الجانب الذي بات أمرا لا مفر منه في الاستراتيجيات الاعلامية لمعرفة توجهات الرأي العام وكسب التأييد لمختلف القضايا وتوجيه الأحداث والأزمات بما يخدم مصالحنا. ويعتبر تأخر سن تشريع لسبر الآراء في بلادنا غير مبرر طالما أن الجامعات شرعت في تكوين الطلبة في هذا الاختصاص منذ نهاية التسعينات غير أنهم لم يجدوا الهيئات والمراكز اللازمة لتفجير مواهبهم وطاقتهم وينتظرون الافراج عن قانون سبر الآراء لاكتساب الخبرة اللازمة وسد الفراغ الموجود. وتظهر الحاجة لسبر الآراء في مختلف المواعيد السياسية الخاصة بالانتخابات والاستفتاءات والاصلاحات السياسية مدى تجاوب الجماهير واتجاهات آرائهم وقد ادى هذا الغياب لمراكز سبر الآراء عدا التجربة المتواضعة لمركز عباسة الى التعامل مع نتائج سبر الآراء المستوردة من اوروبا والتي لم تكن بريئة أبدا مع الجزائر وتم استغلالها من طرف أطراف كثيرة ضد توجهات الرأي العام. ويبقى غياب مراكز سبر الآراء في المجال الاقتصادي يؤثر كثيرا على جلب الاستثمار واقناع الأجانب بالمجيئ وبالمقابل نجحت الكثير من البلدان في استقطاب استثمارات ومشاريع مكنتها من تحقيق نسب نمو كبيرة من خلال الترويج لاغراءات الاستثمار والفرص المتاحة ونجحت مواقع الأنترنت ونشر نتائج مراكز سبر الآراء في مختلف وسائل الاعلامية في التعريف بالكثير من الدول على غرار تايلندا والامارات العربية المتحدة ودول الخليج بصفة عامة وحتى بعض دول أمريكا الجنوبية. ويمكن لمراكز سبر الآراء الاجتماعي التنبؤ بمختلف الظواهر ومعالجتها قبل ان تتوجه للتصعيد بالاضافة لمعرفة الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها المجتمع ومختلف الهيئات التابعة له كالمدرسة والمسجد. ومن المنتظر أن تعرف عملية اطلاق مراكز سبر الآراء في الجزائر اقبالا كبيرا من قبل المهنيين والمختصين في مجال الاعلام والاتصال من خلال توظيف الخبرات المتوفرة والتي حققت نجاحات كبيرة في بعض التجارب المتواضعة على مستوى الصحف وبعض المؤسسات الخاصة بتكنولوجيات الاعلام والاتصال.