أكد المتدخلون في الندوة التي نظمتها كلية العلوم السياسية العلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، اليوم، تحت عنوان”إلى أي انتقال ديموقراطي في الجزائر؟”على أهمية المرحلة الحالية التي تعيشها الجزائر والتي تعتبر مرحلة مفصلية ستحدد مستقبل بلادنا معتبرين التجربة الجزائرية تجربة فريدة ولا يمكن معالجتها إلا في إطار خصوصيتنا، داعين الجميع إلى التمسك بالسلمية والعقلانية للوصول بالجزائر إلى بر الأمان. أعاب الدكتور سليمان أعراج في مداخلته تخلف النخب عن لعب دورها المهم في الحياة السياسية إذ لا يمكن بناء تحول أو تغيير سياسي بعيدا عن فاعلية النخب، مبرزا أن المشهد السياسي أصبح يعرف فاعلين أساسيين اثنين برزا منذ 22 فيفري وهما الشعب ممثلا في الحراك المطالب بالتغيير والفاعل الثاني هو المؤسسة العسكرية. وأرجع الدكتور أعراج أحد أهم أسباب هذا التراجع في دور النخب الجزائرية لبيروقراطية الإدارة ومنطق عملها وهو موروث استعماري يقول الدكتور استثمر فيه لإنتاج نخب مصلحية وليس نخب وطنية ما أدى إلى ضعف مبادرات النخب وهو ما يستدعي منا يضيف الدكتور جلد أنفسنا ليس جلدا من أجل التبرير إنما للبحث وتقديم مبادرات أو تصور أو على الأقل وقفة تصالح مع الذات. وأكد الدكتور أعراج أن النخب مطالبة اليوم بكسر الجليد وكسر حاجز الخوف وتجاوز الكثير من الأثار السلبية التي صنعتها فترة كبيرة من عمر الدولة الجزائرية لمواجهة تحديات الداخل والخارج والاخترقات وكل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من أكاذيب وإشاعات ومغالطات والتفسيرات الخاطئة كما حدث مع المادة 7 و8 و102 . ودعا الدكتور لترتيب البيت قبل الحديث عن تحديات الخارج متسائلا عن مدى جاهزيتنا للسير نحو التوافق وهل نملك من الوعي الكافي وأعطى مثلا عن ذلك حيث أن 80 بالمئة ممن نزلوا للشارع لا يملكون بطاقة ناخب. وطرحت الأستاذة كنزة مغيش في مداخلتها فكرة أنه لا توجد وصفة سحرية للتحول أو الانتقال الديموقراطي وأنه من الضروري أن يكون الحل من ذاتنا ويتماشى مع الخصوصية الجزائرية. كما يمكن حسب الأستاذة مغيش إسقاط التجارب المشابهة للوضع في الجزائر وأعطت أمثلة عن ذلك التجربة الإسبانية والتجربة التشيلية ونفت أن يكون هنالك تشابه مع مصر أو ليبيا كما يروج البعض. أما عن تدخل الجيش في حل الأزمة الحالية فاعتبرت الأستاذة مغيش أن رفض تدخله كلام اعتباطي وذلك للدور الريادي الذي لعبه الجيش الشعبي الوطني تاريخيا وعبر كل المراحل التي مرت بها الجزائر. من جانبه، اقترح أستاذ العلوم القانونية روراي رشيد خيار الحكومة التوافقية وإنشاء هئية لتسيير وتنظيم الانتخابات كحل للأزمة وهو ما يعتبر حلا توافقيا يتماشي مع الحل الدستوري وهو ما يمكن أن يقود الجزائر إلى بر الأمان. وأوضح الأستاذ رواري أنه لا وجود لنموذج معين يمكن أن نعممه ونتخذه كحل وذلك راجع للاختلافات الموجودة من بلد إلى آخر باختلاف المعطيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية الموجدودة. وأكد الأستاذ أن عملية التغيير تحتاج إلى وقت وعمل بالإضافة إلى تحول ثقافي داخل المجتمع. ودعا الأستاذ عمار بوحوش إلى تغليب المصلحة العامة، وقال إن الحراك حاليا لا يسير في الطريق الصحيح لأنه غير مؤطر متسائلا كيف يمكن أن يسير جسم من غير رأس لذا وجب تأطير الحراك من خلال الاعتماد على النخب الجديدة، كما دعا إلى عدم الإنسياق وراء كلمة “يتنحاو ڤاع”.