أكد مدير دار الحضارة رابح خدوسي أن النشر في الجزائر تطور تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة، من حيث عدد دور النشر ونوعية الكتاب شكلا ومضمونا وقال خدوسي في حديث ل”الشعب” إن التطور الذي يعرفه النشر في الجزائر لا ينكره إلا نكير، إنما ما هو متعارف عليه هو ازدهار النشر مرتبط بازدهار المقروئية، هذه الأخيرة في الجزائر يضيف خدوسي ما تزال تشكو من نقصان كبير، وغياب شبه تام للقراء رغم التشجيعات المتوفرة. وأشار مدير دار الحضارة إن الكتاب يمر بحلقات بداية من المؤلف إلى الناشر إلى الموزع وصولا للقارئ الذي يعتبر النقطة المحورية في الموضوع، ومن هنا نرى أن الكثير من دور النشر مهددة بالغلق، كما أن هناك حسب خدوسي أمور أخرى تقف عائقا أمام النشر في الجزائر من بينها وجود دار نشر صغيرة ونكرة، فتحت لها أبواب السماء، والسبب في ذلك وجود جهات لها الوصاية تعمل على غلق دار وخلق أخرى من العدم. وأكد خدوسي أن الناشر الجزائري لا يعتمد بالأساس على واردات كتبه، إلا في الكتاب شبه المدرسي، داعيا إلى ضرورة تدعيم الكتاب الذي يخدم الفكر والثقافة والتي يرى أنها غير كافية ووافية في الوقت الراهن.. وعن التحديات التي يرغب الناشرون في رفعها لأجل النهوض بالنشر قال خدوسي أن المشكل المطروح يخص جميع المجالات من صناعة الكتاب وأيضا المقروئية، من هنا يجب أن يكون هناك تضافر للجهود بين الجميع، مشيرا إلى أن دار الحضارة تسعى لتوجيه كتابها للطفل والتاريخ، قائلا “نحاول تعويده على المطالعة، والحمد لله في المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال16 كان هناك إقبال منقطع النظير على دار الحضارة، ربما هناك عدة عوامل لا يمكننا طرحها الآن”. وقال خدوسي مستقبل الكتاب في الجزائر في تطور، فقط القارئ يحتاج إلى من ينبهه ويوفر له الكتاب الجيد، مؤكدا على أن هناك تقصير أيضا من جانب دور النشر من ناحية ترويج الإصدارات الجديدة وإقامة ندوات وملتقيات خاصة بالكتاب، ومن هنا أقول إن الناشر الجزائري يتحمل أيضا المسؤولية في كساد كتبه. وبخصوص الدعم المشترك قال خدوسي إن هذا الأخير يكون عادة ما بين المؤلف ودار النشر أو بين مؤسسة وأخرى، وحقيقة دار الحضارة لم يسبق لها وأن تعاملت مع دار نشر أخرى، لأننا نريد أن يكون تعاملنا شفاف وأيضا مبدئي ونهائي في نفس الوقت.