ها هم الأصدقاء الأربعة يجلسون قليلا بعد انتهاء الدوام الجامعي في حديقة الجامعة الجميلة والواسعة. لم يستمر الرابع بالجلوس، بل بدأ بقطف الورود و الأزهار من هنا وهناك . نظر إليه الأول : - أنه يقطف الورود و الأزهار لكي يضحك على طالبة جديدة بكلام الحب و الغزل يا له من ماكر . ضحك الاثنين بعدما سمعا كلام الأول: - لا إنه يفعل هذا من أجل حفلة الجامعة القريبة فسوف يشكل باقة كبيرة من الورود و الأزهار و يضعه في الحفلة، وبهذا لن يكلف نفسه أي مبلغ هذا البخيل . التفت الثالث عليهما و قال: - كل ما ذكرتموه هو خطأ أنه يشكل باقة لكي يرسله إلى أستاذة الجامعة المريضة منذ عدة أيام ،فهو يحاول كسب رضاها منذ وقت طويل . ينتهي الرابع من قطف عدد قليل من الورود و الأزهار و يعود إلى أصدقاءه الجالسين و يقول لهم : - الآن أنا ذاهب إلى المقبرة فاليوم الذكرى السنوية لوفاة أمي، وسوف أقدم لها هذه الباقة و أدعو لها بالرحمة و المغفرة فهل هناك أحد منكم يحب أن يرافقني ..؟؟ هز الأصدقاء الثلاث رؤوسهم كعلامة منهم لعدم رغبتهم بالذهاب ، و كل واحدا منهم يشعر بالخجل و الاشمئزاز لما قاله بحق هذا المسكين.