حسست جمعية ازدهار المرأة بجسر قسنطينة بجدوى الاهتمام بالتراث الجزائري ومنحه الحماية والرعاية باعتباره حامل مكنون الثقافة الوطنية والهوية غير القابلة للمساس مهما كانت الظروف.وكشفت الجمعية للمرة ال 3 من خلال معرض تنظمه بالمركز التجاري طايبة بباش جراح كم هي مهمة مسالة التعريف بالإرث الثقافي الاجتماعي الجزائري الذي يواجه أعاصير العولمة بتحد ولن يقبل الذوبان والاضمحلال متمسكا بالقيم الأصيلة قابلا التفتح في ظل الثوابت. إنها وضعية توقفت عندها »الشعب« في جولة استطلاعية للمعرض المفتوح للجمهور منذ أمس إلى غاية الرابع فيفري، معرفا بجانب مهم من التاريخ الاجتماعي الوطني مختزلا المسافة والزمن مجيبا على تساؤلات محيرة حول كيف جعل من المعاصرة أداة تحضر وانفتاح دون المساس بجوهر الأشياء وقيمها التي لا تحول ولا تزول. بالنسبة للسيدة نوال اويحيى رئيسة جمعية ازدهار المرأة ومكتب بلدية جسر قسنطينة لأكاديمية المجتمع المدني في تصريح صحفي فان المعرض المنظم للمرة الثالثة بلا انقطاع حمل التمايز كونه اهتم بجانب مهم من المجتمع الجزائري لا سيما في الشق النسوي حيث يسلط الأضواء على لباس الفتاة المقبلة على الزواج. وهو لباس يحمل مختلف الطبوع الجزائرية من الشرق إلى الغرب، من الشمال إلى الجنوب أدخلت عليه تعديلات عصرية إلى درجة لا تسمح بالتأثير على مضمونه ومحتواه الأصلي الأصيل. وعن سبب الاهتمام بهذا الجانب دون آخر أجابت السيدة اويحيى أن هذه المسالة هدفها إحداث التمايز الذي يحرص عليه مكتب جسر قسنطينة لأكاديمية المجتمع المدني. وهو نفس الاهتمام لدى جمعية ازدهار المرأة التي تنصب جهودها دائما على الجزائرية ومرافقتها في معركة حماية الهوية والانتماء بقبول العصرنة بتحفظ دون أملاءات العولمة وشروطها. والشيء الآخر الذي أملى هذا الاختيار وفضل هذا التوجه ملاحظات الحضور المتوافد على المعرضين السابقين ورغبته في الاطلاع على كل ما هو جديد يخص عالم المرأة ومحيطها المتغير. وهو محيط يفرض التكيف معه بالتمسك بقيم الأصالة. لكن ليس إلى درجة تجعل منها الجزائرية فضاء لأسر الذات ومنعها من التفتح واخذ ما هو مفيد من التيارات الآتية من كل مكان. على هذا الأساس جاء صالون لباس الفتاة العروس لاحدات التعايش والتناسق بين القديم والجديد دون القبول بحواجز وخطوط حمراء فاصلة لا تقبل الاختراق. وذكرت بهذا السيدة اويجيى مؤكدة أنها تعمل بالتعاون مع وكالة الأسفار »توب تور« ومؤسسة لحلو وعلامة نور الهدى وبيجي للأفراح »ليل« من اجل التعريف بتراثنا الاجتماعي الثقافي مصدر اعتزاز وهوية وعدم التنكر للأصالة حاملة قيمة لا تقدر بثمن. ومن اجل ذلك اعتمدت مبادرة »طمبولا« بالصالون مخصصة للفتاة المقبلة على الزواج من أجل مساعدتها في قضاء شهر العسل بأي موقع ونيل جوائز معتبرة في مجالات عديدة على أن يكشف عن الفائزين في حفل يقام نهاية التظاهرة يوم 4 فيفري الداخل. من جهته، يرى نديم منظم الصالون معد ديكوره أن التظاهرة تعرف اقبالا غير مسبوق لانها تحمل أجوبة عن كيفية التحضير للزفاف الذي يشكل كابوسا لبعض العائلات التي تفضل الاستنجاد بخدماته. وذهب في هذا الاتجاه علي بوعزيز مدير المركز التجاري »طيبة«. وقال ان الصالون فضاء على تقاليد المرأة الجزائرية وعاداتها. وهو يحظى بدعم لا مشروط من المركز التجاري الذي يركز في أنشطته على العنصر النسوي. وأكد شايبي عبد الكريم مساعد المدير أن مركز »طيبة« فاتح أبوابه لكل مبادرة نسوية تهتم بالتراث الجزائري وتمنحه حق قدره من العناية والحماية. فليس هناك أثمن وأقوى من الموروث الثقافي الاجتماعي الذي يعد حمايته من الاندثار والذوبان فرض عين.