أكد مشاركون في ورشة تكوينية حول كيفية إنشاء مؤسسة ابتكارية ناشئة نظمت في إطار «منتدى أدرار 2020» للمؤسسات الناشئة الذي تواصلت فعالياته أمس، أن المؤسسات الناشئة باتت تشكل رهانا «حقيقيا» للإقتصاد الحديث والرقمي. خلال هذا اللقاء التكويني, الذي احتضنته المكتبة العمومية للمطالعة, أعرب شباب مشاركون عن استفادتهم من التوجيهات التي قدمها المؤطرون حول كيفية إنجاح هذه المؤسسات, التي تعد رهانا «حقيقيا» في نجاعة منظومة الإقتصاد الحديث والرقمي التي تعتمد عليه اقتصاديات عديد البلدان في العالم. وفي هذا الجانب يرى الشاب حلاوة رضا أن التوجه نحو هذا المجال سيضع التنمية – حسبه— في مسارها الصحيح, حيث سيساعد – كما أضاف— في ‘'القضاء على الذهنيات السلبية والمحبطة لعزائم الشباب وأفكارهم الابتكارية''. كما يسمح ذلك أيضا بتصحيح الوجهة والمفهوم الحقيقي للمؤسسة الناشئة في تعاملها مع السوق من منظور عالمي باستغلال التكنولوجيات الحديثة التي ما تزال تستهلك من طرف الشباب في أمور ‘'هامشية'' رغم الإمكانيات المالية المعتبرة التي سخرتها لها الدولة نظرا لجدواها الفعالة في الإقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة. من جهتها أشارت الطالبة الجامعية جبايلي آسيا أن الورشة التكوينية مكنتها من اكتساب مهارات والتعرف على هيئات لم تكن على دراية بها من قبل, سيما ما تعلق بكيفية تجسيد مشروع ابتكاري و أسلوب العمل ضمن فريق عمل. وبدورها أوضحت الطالبة داداو فايزة أن هذا اللقاء أزال لديها اللبس عن الفرق بين المؤسسة الصغيرة في مفهومها الكلاسيكي المألوف و المؤسسة الناشئة التي تعتمد في نشاطها على أسلوب عمل ابتكاري يعتمد على إنضاج فكرة و تجسيدها في وقت قصير وبأقل جهد. من جانبه أشار أستاذ التعليم الثانوي, رحماني عبد الله، أن اعتماد إستراتيجية المؤسسة الناشئة سيساعد الشباب حاملي الأفكار الإبتكارية على تجسيدها وإعطائها نجاعة ميدانية من خلال المرافقة . وذكر في السياق ذاته، أنه وقف على عينات عديدة من الطلبة حاملي أفكار ابتكارية واعدة, والذين لم يتمكنوا من الاستمرار فيها لتجسيدها. أما الشاب عبد الفتاح مبارك فقد ذكر أن الورشة ساهمت في توضيح مفهوم المؤسسة الناشئة والتي تتمثل في طريقة عملية سريعة لتفعيل فكرة و تقديم منتوج مربح بأقل جهد و تكلفة و تتجاوز الطريقة الكلاسيكية التي يتم العمل بها مع أجهزة التشغيل والتي تستنزف الوقت. وتتضمن هذه الورشة التي تدوم ثلاثة أيام جانبا دراسيا نظريا وآخر تطبيقي وتشمل إعداد البطاقات الأولية للمشاريع الإبتكارية وتحديد العملاء الأساسيين لهذه المشاريع و معرفة احتياجات الجماعات المحلية بما يمكن المؤسسة الناشئة من تقديم حلول عملية ذكية للإحتياجات المحلية للهيئات والمتعاملين الإقتصاديين, مثلما أوضح مؤطر الورشة مستشار التكوين عز الدين شيباني. وتندرج هذه الورشة في إطار الاستراتيجية الجديدة بخصوص إنشاء هيئات خاصة لاحتضان ومرافقة وتمويل المؤسسات الناشئة, مثلما جرى شرحه، وتعبر هذه الخطوة – حسب المتحدث ذاته— عن إرادة سياسية قوية في الاستجابة لتلبية احتياجات فئة الشباب في إشراكهم في بناء النسيج الإقتصادي الوطني وهو ما سيفتح الأبواب أمام الشباب عبر مختلف الولايات حتى يساهموا بحلولهم الذكية لمختلف احتياجات التنمية المحلية. وتشهد فعاليات هذا المنتدى الذي ينظم تحت إشراف الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و ترقية الإبتكار بالتنسيق مع مصالح الولاية مشاركة أزيد من خمسين مؤسسة وهيئة, بما فيها أجهزة الدعم والمرافقة . ويتضمن برنامج هذا اللقاء (5-9 يناير) الذي تتوزع أنشطته بين أروقة «الفقارات» للمعارض و المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وسط مدينة أدرار, تنظيم ورشتين تكوينيتين حول تصميم الإبتكار و كيفية إنشاء و تسيير مؤسسة مبتكرة على مستوى وحدة البحث في الطاقات المتجددة بالوسط الصحراوي, ومعرض للمؤسسات الناشئة و المبتكرين, بمشاركة ممثلي هيئات و أجهزة الدعم والمرافقة .