رحبت لويزة حنون الأمينة العام لحزب العمال بمضمون خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للأمة أول أمس، وقالت انه مهم ويحمل تطمينات من زاوية اعتباره للانتخابات القادمة مرحلة أولى لاستكمال مسار الاصلاحات والبناء الديمقراطي التعددي. وذكرت حنون في الحصة الآثيرية للقناة الأولى «أكثر من مجهر» أن هذا الخطاب جاء لاعطاء صورة لما بلغه المسار الاصلاحي وأهدافه، وتوجهاته وتحدياته. لكنها طالبت بالمقابل بمزيد من التطمينات لجعل من التشريعيات القادمة محطة مصيرية لجزائر جديدة، تودع من خلالها اخفاقات الممارسات السابقة، والتجربة التي كانت حبلى بالتجاوزات ممثلة في التزوير الانتخابي على حد ذكرها. وتحدثت حنون في ذات الحصة الأثيرية للقناة الاذاعية الأولى عن أشياء وقعت في الانتخابات السابقة وكيف حذفت أصوات مستحقة على حد تأكيدها للتشكيلة التي تمثلها، معبرة عن الحرص الشديد لعدم تكرار المسألة في الاستحقاقات القادمة التي تعد فرصة الجزائر في الاقلاع، والخروج من الانتقالية الدائمة، والاضطرابات السياسية. وعلى نفس المنوال ذهبت حنون في تشريحها للوضع السياسي المتغير، والمشهد المشكل على وتيرة الاصلاحات، أن المرحلة المقبلة حساسة وحاسمة، لأنها تمهد الأرضية لملجس تشريعي تأسيسي، يقبل على حسم خطوة، تتمثل في تعديل الدستور، وهي هيئة تشريعية منتخبة عبر صناديق اقتراع، تنافست فيها البرامج الحزبية على أشدها وأدت الى إفراز هيئة برلمانية. تختلف جذريا عن العهدة السابقة التي كانت فيها بعض الأحزاب المسيطرة المستحوذة على الأغلبية لكلمة الفصل في توجيه مشاريع القوانين، والتصويت عليها حسب المقاس. على هذا الأساس طالبت حنون باجراءات ردعية لتطهير المناخ السياسي من أحزاب طفيلية تخرج كل موسم انتخابي وتختفي يضاف اليها ممارسات أصحاب المال والأعمال الذين لم يترددوا في شراء الذمم تطبيقا للقاعدة ''الغاية تبرر الوسيلة''. وحسب حنون، فان اجراء تطهير المحيط السياسي، بات أمرا حتميا لاقرار القطيعة مع الممارسات السابقة. خاصة، في ظل تنامي أحزاب مستنسخة وأخرى مولدة عن انشقاقات تشكيلات عمت المشهد وجعلت المواطن في حيرة لمعرفة أي الأحزاب أقوى واقرب حملا لهمومه وانشغالاته وتحسسه بجدوى الاقتراع بدل العزوف. وعن إمكانية تكرار تجربة وصول التيارات الاسلامية للحكم الممارسة في عدة دول عربية عرفت حراكا شعبيا بالجزائر نفت حون هذا الطرح. وقالت بلغة الحسم ان الجزائر عاشت ربيعها منذ 20 سنة وقررت التعددية وفق خصوصيتها، وهي عاشت هذه التجربة من قبل، حيث بعض التشكيلات الإسلامية دخلت شريكا في الحكم، وأخرى خرجت عن الخط، وولدت العنف الذي تخلصت منه البلاد بشق الأنفس، وواصلت المسيرة بتحد، معتمدة على طبقة سياية لا تؤمن بالعنف، للوصول الى السلطة، لكن عبر برنامج إنتخابي.