إجراءات وقائية بدل القلق والخوف يشكّل فيروس كورونا الجديد تحديا عالميا يتطلب الاستعداد في أي وقت لحالة الطوارئ نظرا لاختراقه الحدود، وانتشاره في العديد من الدول الأجنبية، ما يجعل جميع الدول مهدّدة بخطر تفشي الوباء بما فيها الجزائر، خاصة في ظل عدم وجود لقاح يقي من الإصابة به وعلاج يساهم في شفاء المصابين. وأمام هذا الوضع لا ينبغي أن يسيطر القلق والخوف على المواطنين، وإنما من المستحسن استغلال الوقت لاتخاذ الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار الفيروس. «الشعب» رصدت سلوكات بعض المواطنين عبر مطار هواري بومدين الدولي والصيدليات، بعد تسجيل 5 حالات إصابة بفيروس كورونا، حيث اجتاحت حالة الهلع الشارع الجزائري، وانعكست على سلوكيات المواطنين تجاه الآخر عند رؤية أي شخص يرتدي قناع، سيما الوافدين من وراء البحر عبر المطارات والموانئ، رغم أن الفيروس انتشر في الكثير من دول العالم ولا يتعلق بشخص معين، إلا أنهم يجهلون بأن الخوف غير الطبيعي لن يجلب أية نتيجة، وإنما أفصل وسيلة تكمن في اتخاذ إجراءات وقائية لمنع العدوى. ووصل الأمر إلى حد الهستيريا التي تسبّبت في ممارسة سلوكيات غير حضارية وتتنافى مع ديننا الحنيف، وما أحوجنا إلى تطوير السلوكيات للحماية الشخصية والتحلي بالوعي ومراعاة مشاعر الآخرين، وإن كان المبرر هو الخوف من التقاط عدوى الفيروس الذي انتشر بشكل سريع في الدول الأجنبية خاصة الصين، إيطاليا، إيران، فرنسا وبلدان أخرى، لكن ليس إلى درجة الهيستيريا التي تعكس غياب الوعي وعدم وجود تربية صحية. ومن بين المظاهر الملاحظة منذ وصول فيروس كورونا إلى الجزائر، نفور البعض والتهرب من الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات وأعراض الأنفلونزا كالسعال والعطس، معتقدين أنها قد تتعلق بالكورونا دون التأكد من ذلك، فيتصرّفون بطريقة غير مؤدبة اتجاه المرضى على غرار حادثة وادي العثمانية أين تقرّب بعض المصابين بالأنفلونزا لقسم الاستعجالات لإجراء الفحوصات فتفاجأوا برد عنيف من المواطنين الذين كانوا بالمصلحة وطردهم لسيارة الإسعاف المقلة لهم، ما تطلّب تدخل القوة العمومية لردعهم والسماح للطاقم الطبي بالكشف عليهم، وهي الحالة التي انتهت بنفي الاصابة، ما أثار استنكار المواطنين الذين اعتبروا ما قام به هؤلاء بعيدا عن شيم وأخلاق الشعب الجزائري. ولعل الأخطر من فيروس كورونا هي الشّائعات التي تتمحور حوله والتحليلات غير المنطقية لهذا الفيروس، وربطها بأمور لا أساس لها من الصحة، حيث أخد هذا المرض حجما كبيرا من التهويل خاصة من قبل وسائل الإعلام التي تقوم بنشر معلومات غير مؤكدة فيما يخص مدى خطورة الفيروس وأنه داء قاتل يهدد الشعوب عبر العالم، وهو ما تسبّب في تزايد حالة القلق من إصابتهم بالفيروس، زيادة عن ذلك تسببت حالة الذعر في انتشار أساليب وطرق مختلفة للوقاية منه، البعض منها وهمية. وكانت المنظمة العالمية للصحة بعد إعلانها في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، قد حذّرت من تزايد حالات الذعر والرعب عبر العالم، مؤكّدة أنه ليس وقت الخوف وإنما يتوجب اتخاذ إجراءات لمنع العدوى وإنقاذ الأرواح الآن الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان.