صدرت للرّوائي والمترجم محمد فيتيلينه رواية بعنوان «رعاة اركاديا» في حوالي 368 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة في حلة جيدة عن دار النشر «ضمة»، وتحدّث صاحب مقدّمة العمل الروائي عن فترة الاستعمار الفرنسي، التي بقدر ما ضمَّت أوجاعا ومآس وخراب بقدر ما تركت آثار أطلال رسمتها تفاصيل حب مستحيل بين شاب جزائري وامرأة فرنسية. أضاف صاحب المقدّمة أنّه بين تداعيات الحرب الدائرة في أرض الجزائر خلال فترتي 1958 و1962 مع خروج آخر جنديٍ فرنسي غادر الجزائر المستقلة لتعود بعدها «أركاديا لتشي لنا بكثير من الألم عن ذكريات شباب، جسد عشقَ الجزائر، أما لوحة غلاف الرواية كانت مستوحاة من أعمال الرّسام «نيكولا بوسان»، وهو من نفس منطقة «أركادايا اليونانية» فاختارها عنوانا لإصداره. وهي ترمز للمرأة التي أحبّها بطل الرواية الجزائري وتدعى «أوجي فرو»، بحيث كان تجانس اللوحة عنوان الرواية واللوحة معا، نظرا لان سيمولوجيا الصورة تعني المضمون المناسب للرواية، وقد جاء في بعض فصولها «اية كلنا احتواني عذوبة زفيرها بالنشوة بدت عذوبة أركاديا كمزيج متلألئ من الألوان أشبه بالتي استعان بها «اوحين فرومونتان» بعد أن خلطها بتجربة في الصحراء ليرسم لوحته المشهورة «صيد الصقور» وهو يستحضر «رعاة أركاديا»، فهل كان المتحلّقون حول اللحد من اليونان؟ من أركاديا؟ «نعم ولا، لا بالنسبة للمأساة ونعم المرتبط بالتراجيديا الأزلية للحياة البشرية، لقد كان الرّحالة يعرفنا وجعلته صورة الصحراء يفكر دون أن يدري في الكتاب المقدس، ويصر على أن أشباه زخروفة مثل ابناء كنعان يمثلون عظمة الإنسانية». للتذكير، محمد فيتيلينه روائي ومترجم من ولاية الجلفة، يعمل موجّها ومفتّشا للغة الفرنسية، بحيث وصلت روايتاه «بحيرة الملائكة» و»حكاية شهريار» إلى القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للرواية. وحازت روايته «خيام المنفى» على جائزة الطاهر وطار للرواية سنة 2017، أما روايته «قلب أسمر» فقد حازت على جائزة راشد بن حامد للإبداع سنة 2019. أما رواية «رحلة التيه والحب» فقد تحصّلت على الجائزة الأولى للرواية الجزائرية للسنة الجارية، كما مكّنته رواية «مقهى ريش» إلى اقتناص جائزة محمد ديب بكل جدارة واستحقاق.