تواصل سلطات ولاية ميلة، بمعية مختلف فعاليات المجتمع المدني، جهودها من أجل تكفل جيد بالمتضررين من الهزتين الأرضيتين المسجلتين، الجمعة المنصرم، ببلدية حمالة شمالا واللتين تسببتا في أضرار مادية كبيرة بعدة أحياء في عاصمة الولاية. فبملعب الشهيد بلعيد بلقاسم، الذي تم تخصيصه كمركز للتكفل بالمنكوبين جراء الحادثة، تعيش أزيد من 150 عائلة في الخيم التي نصبت، بحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لميلة إبراهيم بن عبد الرحمان، لإيواء العائلات التي تضررت مساكنها جراء الهزتين الأرضيتين، خصوصا تلك المتواجدة بأحياء الخربة والأمل و240 مسكن. وقد قامت السلطات المحلية رفقة جميع القطاعات المعنية، في إطار نشاط خلية الأزمة المنصبة على خلفية هذه الكارثة الطبيعية، التي لحسن الحظ، كما أضاف ذات المصدر، لم تخلف أي خسائر بشرية، بتوفير ما أمكن من المساعدات والخيم للتكفل بالمتضررين الذين مازالوا يتوافدون على الملعب، لاسيما بعد تواصل الهزات الارتدادية وكذا وجود ظاهرة انزلاق التربة التي ألحقت أضرارا بعدة مباني أخرى في الأحياء المذكورة سابقا. احتياطات للحيلولة دون انتشار كوفيد-19 من جهتها أفادت مصالح الحماية المدنية ل»وأج»، بأنه تم تدعيم مخيم العائلات المتضررة بمركز طبي لمعاينة الوافدين عليه وفحصهم، خصوصا على ضوء أزمة كوفيد-19 التي «تستدعي اليقظة وأخذ الحيطة والحذر» لمنع انتشار الجائحة بين المقيمين بالمخيم في حال كانت هناك حالات مصابة به. وهو الأمر ذاته الذي تحذر منه المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، بحسب رئيس مكتبها بميلة علي بن صالح، الذي أكد قائلا: «نحن كمجتمع مدني إلى جانب السلطات ساهرون على تنظيم المواطنين ومساعدتهم وكذا تحسيسهم بأهمية الالتزام بشروط الوقاية من فيروس كورونا من خلال توزيع الكمامات وكذا المشاركة في عمليات التعقيم المنظمة بالمخيم لمنع خطر الجائحة عن المتضررين من الهزتين الأرضيتين». أما بخصوص توفير مياه الشرب بالمناطق المتضررة ومركز الإيواء، فقد تم تدعيم مصالح وحدة ميلة للجزائرية للمياه ب20 شاحنة ذات صهريج من عدة ولايات للتكفل بهذه العملية، استنادا إلى المكلفة بالإعلام على مستواها آمنة بن عبد الدايم. وقد أفادت بأن «توزيع مياه الشرب انقطع بعدة بلديات بسبب الانكسارات التي مست القنوات جراء الهزتين الأرضيتين»، متحدثة في الوقت ذاته عن تصليح العديد منها مع تواصل العملية لإنهائها قريبا. نحو تخصيص شاليهات لإيواء المتضررين من جانبه، أكد والي ميلة عبد الوهاب مولاي بأن «مساعي الدولة للتكفل الجيد بالمواطنين متواصلة، بدليل حلول وفد وزاري هام بأمر من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فور وقوع هذه الكارثة الطبيعية». وأشار إلى أن «العمل جار من أجل تسيير هذه الأزمة كما يجب»، مرجحا احتمال «تخصيص شاليهات لإيواء المقيمين بالخيم». كما كشف عن وجود حصة 600 سكن عمومي إيجاري يتم العمل حاليا على إنهاء أشغال تهيئتها لتكون جاهزة في أقرب وقت ممكن لاستقبال المتضررين على مستواها، مؤكدا أن جميع انشغالات المواطنين المتضررين «ستؤخذ بعين الاعتبار وستتم معالجتها في أقرب الآجال». وشدد رئيس الجهاز التنفيذي أيضا، على أهمية تعاون المواطن مع السلطات وتسهيل عمل الفرق التقنية التي تقوم بمعاينة الأضرار الناجمة عن الهزتين الأرضيتين المسجلتين، الجمعة المنصرم. وطمأن المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، بومدين أوقاسي، المتضررين بأن «الفرق التقنية منتشرة ميدانيا وتقوم بمعاينات عديدة لمتابعة وضعية البنايات أولا بأول وإعداد الخبرة الصحيحة بشأنها لإنصاف جميع المتضررين».