امتحانات بكالوريا دورة سبتمبر 2020، ستبقى عالقة في الأذهان، لسببين على الأرجح، أولهما مرتبط بالظرف الصحي، والثاني الذي لا يقلّ أهمية، مرتبط بعدم تشويه هذا الإمتحان بالغشّ، وتسريب المواضيع، الذي ضرب مصداقية الامتحان المصيري في الصميم، في السنوات الأخيرة. ميزة دورة 2020، لن تقتصر على الظرف الاستثنائي المرتبط ب»كورونا»، التي وإن أخّرت إجراء الامتحان، لكنّها لم تتسبّب في نهاية المطاف في إلغائه، وتمّ تفادي سنة بيضاء في كلّ الأطوار التعليمية، بما يضمن للتلاميذ استكمال مسارهم الدراسي، بطريقة عادية. عشية إجراء الامتحان الذي تجاوز عدد المترشحين له 600 ألف، أصدرت وزارة العدل بيانا، أعلنت فيه عن اتخاذ أقصى العقوبات، في حق المتورطين في الغش، وفي تسريب أسئلة المواضيع، عقوبات من شأنها ردع كل من تسوّل له نفسه العبث بالامتحان، لاسيّما وأن التلاميذ يجتازونه في ظروف نفسية استثنائية. ولم يكن من المقبول إدخال تلاميذ في دوامة الغشّ وتسرّب الأسئلة، وما يتبعها من تداول بمواقع التواصل الاجتماعي، لما يترتّب عنها من فوضى وإزعاج ومضايقة وسط المعنيين باجتياز الامتحان، خاصّة وأن السنة الدراسية لم تكن عادية، ولا حتى التحضير للامتحان جرى في الروتين المعهود، بسبب الانقطاع عن المدارس، منذ مارس المنصرم. حملة تشويه البكالوريا، القائمة على الرهان على الغشّ وتسريب الأسئلة، لم تنجح هذه السنة لحسن حظ التلاميذ، الذين امتحنوا في ظروف عادية. وقد تكون بداية نهاية التقليد المذموم الذي تكرّس في الأعوام الأخيرة، بفضل إجراءات وإن قوبلت بانتقادات لاذعة، على غرار قطع «الأنترنت»، إلا أنه فرض كإجراء احتياطي.