عاشت أحياء مدن بومرداس ليالي صخب أبطالها مراهقون من كل الأعمار احتفلوا بطريقتهم الخاصة بالمولد النبوي الشريف بإطلاق مختلف الألعاب النارية والمفرقعات بكل الأشكال والأحجام في ظاهرة تتكرر كل سنة رغم المخاطر الصحية والحوادث التي تعرض لها الأطفال جراء الإصابات، فيما لم تلق حملات التحسيس والتوعية أذانا صاغية. تكرست عادة المفرقعات والألعاب النارية لتتحول إلى مظاهر طاغية عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولم تفلح معها كل تحذيرات المختصين والأطباء للتنبيه بالمخاطر المحدقة بالأطفال والمراهقين جراء عدد الإصابات المتزايدة كل السنة والعاهات المستدامة التي ارتسمت في وجوه وأجسام عدد من الأشخاص، وغابت معها حلقات الذكر والإنشاد التي تتغنى بعظمة سيد الخلق المبعوث رحمة للعالمين كتقاليد متوراثة بين الأجيال. ورغم تشديد الرقابة على نقاط بيع المفرقعات والألعاب النارية أسابيع قبل الموعد وحجز كميات معتبرة منها وتكثيف حملات التوعية والتحسيس من قبل المصالح الطبية والحماية المدنية، إلا أن الظاهرة عادت بقوة عشية الاحتفال المولد النبوي بانتشار طاولات وخيم على أرصفة المدن والأحياء في تعد صارخ للإجراءات المتخذة للحد من عملية ترويج هذه المواد الخطيرة التي امتدت آثارها من الجانب الصحي لتمس جيوب أرباب الأسر والاقتصاد الوطني بسبب الارتفاع الفاحش لأسعار المفرقعات . وأخذت المفرقعات عدة أسماء غريبة وسط الأطفال والمراهقين الذين يتفننون في استعمالها والترويج لها من قبل الباعة وهم أغلبهم من تلاميذ المدارس الذين استغلوا فرصة العطلة لممارسة هذه الهواية وتنصيب طاولات في الفضاءات العامة، لكن التساؤل الذي يطرحه الجميع، من يقف وراء مثل هذه التجارة والاختباء وراء البراءة وصغار السن الذين يدفعون للواجهة ويقومون بمهمة البيع والترويج؟. وأمام الغلاء الفاحش للمفرقعات والألعاب النارية التي عجز عن تلبيتها الأولياء أمام الفاقة الاقتصادية، لجأ بعض الأطفال والمراهقين إلى بدائل تقليدية بصنع وسيلة يدوية توسعت بشكل رهيب وسط هذه الفئة تستعمل كمفرقعات بصب مادة الكبريت داخل قطعة غيار لشمعة تسخين السيارة على شاكلة الوسائل القديمة التي استعملها الجيل السابق المصنوعة من مواد البطاريات أو آلات الحلاقة في زمن مضى كوسيلة لتلبية الحاجة وإيجاد بدائل أخرى للاحتفال بأي طريقة وبأي ثمن صحي كان أو اقتصادي أمام تراجع دور الأسرة والمجتمع في عملية التثقيف والمتابعة. وبعيدا عن هذه المظاهر السلبية التي انغرست بعمق في المجتمع، شهد عدد من مساجد ولاية بومرداس احتفالات دينية ومسابقات في حفظ القران والحديث الشريف ليلة المولد النبوي الشريف، منها الاحتفالات الرسمية التي أشرف عليها والي الولاية بالمركز الثقافي الإسلامي التي تخللتها عملية توزيع الجوائز على الفائزين.