أنا هنا، هرعت إليك بعدما اشتعلت السماء بلون متفاوتة الزرقة، وكأن النجوم اجتمعت وكأنك رميت بغصن وسط السماء فاحتضنته وسط ضجيج يتعالى فيه الصخب، هكذا بدت تلك الخطوط الرعدية التي ستفشل أدق ريشة في ترجمتها وهاهي يدي اليسرى ربما تخفق في ذلك أيضا، بينما يتسارع الجميع لينافس ما خلق في بطن السماء، بفلاشات هواتفهم ليشارك كل منهم اللحظة مع أصدقائه، كذلك فعلت لأشاركها مع أصدقائي المختلفين جدا، أنا الآن هناك، حيث كانت أشعة الشمس المتسللة تبحث بصعوبة عن جلد إحداهن لتحول بشرتها إلى أسود حارق، بينما لم تستعن بخاصية التسلل لجسد أخرى وأخرى وأخريات بينما اشتد الانتظار كبارا، صغارا وكهولا، فقد كان على أحدهم أن يلتحق بهم السادسة مساءا. احتل اليأس المكان بينما يتناسى آخر تجهيز درس ليرسله على المواقع التي غزتها التفاهات التي نحبها جدا، هناك يقف من لم يعيشوا طفولتهم، أولئك الذين لم تخدش أرجلهم ولا أيديهم نتيجة نزول مجنون من مرتفع بدراجة هوائية ...حيث يحملون سلل خبز المطلوع، يقفون بعيون ملؤها الرجاء والحيلة، هناك حيث يقبع أشرار في منزل مظلم رغم نور مصابيحه يخططون لرفع ضغط أحدهم تشابه معهم في الجينات. هناك حيث ينبح جمع من الكلاب، يتذمر أحدهم لأن الطعام لم يكن جيدا، حيث تراقبني أعين أحدهم .. وجدت تلك التي تجعدت ذاكرتها وضاقت بها سندا لم يكن بالطويل، تجمعت سينه ونونه وداله بأشخاص تجاهلتهم طوال حياتها، بينما ينهي البعض حياتهم، ويخاطر بعض آخر بها، بينما يرتشف آخرون من كأس الندم والتهور، تتطاير ستائر غرفتي، نتيجة نسمات من برد أيلول. اليوم يتطاير لعابهم وينطلق كالرصاص في قلب من أصبح المستشفى منزلهم ...في قلب من أضحى وأمسى في الشارع يرفع قمامات البيوت، اليوم أخفينا وجوهنا وعجزت ماسكاننا إخفاء تلك العيون التي تعتليها الرموش!!