تفاعل الجزائريون وعمال الصحة مع إعلان استقبال أول شحنة من لقاح فيروس كورونا الصيني الذي سيدخل قبل نهاية الشهر الجاري، إلى جانب الشحنة التي ينتظر وصولها من روسيا للوصول إلى نسبة مناعة عالية يطمح تحقيقها من خلال المشاركة الفعلية في عملية التلقيح. أوضح المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي البروفيسور بوعمرة عبد الرزاق في تصريح ل «الشعب»، أن اختيار اللقاح الصيني صائب من حيث الفعالية والسعر، مشيرا إلى أن فعاليته تقدر ب 79 بالمائة أحسن من اللقاح البريطاني «استرا زنيتا» الذي تقدر ب 70بالمائة، وأضاف انه تم اختيار اللقاح وفق المعايير والامكانيات التي تناسب بلادنا. أبرز البروفيسور بوعمرة القيام بعملية تحسيس المواطنين بأهمية اللقاح ضرورة، على اعتبار أنه الحل الوحيد للقضاء على فيروس كورونا ورفع نسبة المناعة السكانية، علما أن العملية تتم بين اللقاح الصيني والروسي، داعيا في ذات السياق إلى تطوير الخطاب مع المواطنين بالاستناد على الأدلة العلمية والمنشورات لاعطاء المعلومة الدقيقة والمقنعة. وجدّد الدكتور التأكيد أنّ اللقاح سيكون متوفرا في الجزائر نهاية الشهر الجاري للانطلاق في عملية التلقيح التي ستكون كبيرة، وتشمل جميع المواطنين في كامل التراب الوطني وعبر آلاف مراكز التلقيح، مشيرا إلى أن الاحتفاظ باللقاح لا يتطلب إمكانيات كبيرة كونه يحفظ بنفس طريقة اللقاحات المستعملة في الجزائر التي تمتلك خبرة كافية وعالية في الميدان. وقال إنّ الفرق بين اللقاح الصيني وبعض اللقاحات الأخرى في عملية تخزينه التي تعتبر نفسها المعتمدة عندنا، لأن اللقاح الصيني صنع بالطريقة التقليدية، ويعمل من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي في الجسم إلى الفيروس بدون حدوث رد فعل خطير،وهي نفسها في اللقاح ضد داء الكلب، مشيرا إلى أن اللقاح الصيني يعتمد الطريقة التقليدية تستخدم بنجاح في عدة لقاحات مشهورة وشرط الاحتفاظ به يتراوح بين 2 إلى 8 درجة. ويرى المختص في علم الأوبئة في الختام، أن فعالية الفيروس تراجعت في الجزائر إلى مستوى يسمح بالعودة للحياة الطبيعة تدريجيا الى غاية وصول اللقاحات، مشدّدا على ضرورة الاستمرار في اتباع البروتوكول الصحي واحترام التباعد الجسدي، وخاصة ارتداء القناع الواقي الذي يمثل الحماية الكبرى من عدوى الفيروس.