أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، ضرورة الدفاع عن السيادة الوطنية، المهددة من الداخل من قبل ما أسمتهم بمافيا المال والأعمال الذين «إقتحموا المجلس الشعبي الوطني الذي ستنزل عليه قوانين هامة كقانون المحروقات وقوانين المالية...»، والتهديدات الخارجية في ظل التداعيات التي أفرزها الوضع الإقليمي بعد تفاقم الوضع في المالي، الأزمة التي تعيشها ليبيا، بالإضافة إلى الهشاشة التي تعرفها منطقة الساحل، التي أصبحت بؤرة توتر، وإستفحال للنشاطات الإرهابية والجريمة المنظمة. جددت حنون أمس خلال إجتماع إطارات الحزب الذي نظم بسينما «سيرا مايسترا» بالجزائر الوسطى، تخوفها من كل شيء يهدد كيان الأمة، ويهدد وحدتها وقد إغتنمت فرصة هذا اللقاء الذي تم من خلاله الاحتفال بالذكرى 22 لتأسيس حزب العمال والذي تزامن مع خمسينية الجزائر. وأعتبرت أن بيان الإستنفار الموجه لمناضلي الحزب وإطاراته، وإلى غالبية الشعب الجزائري، مبادرة من أجل الدفاع عن كيان الأمة و في نفس الوقت الحفاظ على مكتسبات العمال، ولكي تفتح باب النقاش والحوار بين الجزائريين، للبحث عن الحلول الوطنية للمشاكل المطروحة، بعيدا عن الامتلاءات الخارجية التي ترهن السيادة الوطنية. الاحتفال بذكرى الخمسين للاستقلال، يمثل بالنسبة لحنون محطة تاريخية هامة، لاستدراك النقائص، وتصويب التوجهات، لاستكمال مسار الثورة التحريرية، وذلك بإعطاء المزيد من الحريات في العمل السياسي و النقابي، وذلك بإستكمال مسار السلم والمصالحة الوطنية، من خلال تقوية الجبهة الشعبية لصد أي تدخل أجنبي. وأكدت في سياق متصل أمام المئات من إطارات الحزب ممثلين ل21 ولاية من الوسط والجنوب التي إكتظت بهم القاعة، على ضرورة إستكمال مسار الإصلاحات السياسية، وتنقية المجلس الشعبي الوطني من «أصحاب المال والمافيا »على مصداقية هذه الغرفة البرلمانية. وأبدت تخوفها من إمكانية تأثير التركيبة الحالية للمجلس التي يطغى عليها «الأغنياء» على حد قولها من إلغاء القاعدة 49 51 بالمائة المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية، «تحت تأثير البارونات من الداخل، والمؤسسات الأجنبية التي يسيل لعابها الأموال المرصودة للاستثمارات العمومية». وقد تدخل خلال هذا الاجتماع بعض مناضلي الحزب منهم مناضل من ولاية تمنراست، الذي قال أن الجزائر مهدد في حدودها الجنوبية جراء الوضع الخطير الذي تعرفه منطقة الساحل، والأزمات التي تعرفها كل من ليبيا والمالي. وذكر ذات المتحدث، أن سنوات الحرب التحريرية، كانت من أجل الدفاع عن إستقلال الجزائر ككل بشمالها وجنوبها بعد أن طرحت فرنسا الاستعمارية فكرة فصل الجنوب عن الشمال سنة 1958، وعزل الصحراء عن بقية مناطق البلاد،كما يري أنه وأمام التهديدات التي يواجهها الجنوب الجزائري، يرى أنه من الضروري أن تحظى بالمشاريع التنموية التي هي بحاجة إليها، من أجل كبح جماح المغامرين بالوحدة الوطنية، الذين يتحينون كل الفرص ويستغلون المشاكل أينما وجدت لرهن سيادة البلد.