تعمل مديرية الثقافة لوهران على تفعيل اللجنة الولائية للتصنيف المحلي للمعالم الأثرية التي تزخر بها عاصمة الغرب الجزائري بهدف تثمينها، بحسب ما علم، أمس الجمعة، من مديرية الثقافة والفنون بالولاية. قالت، بشرى صالحي، أن مديرية الثقافة لوهران «تعتزم تفعيل اللجنة الولائية للتصنيف المحلي للمعالم الأثرية التي تزخر بها عاصمة الغرب الجزائري، لا سيما من أجل إدراج المعلم التاريخي والأثري «قصبة مدينة وهران» والمسجد العتيق «عبد الله السلام» بشارع «معطى الحبيب» بوسط المدينة، ضمن قائمة الجرد الإضافية للمعالم الأثرية. للإشارة، شهد المعلم التاريخي والأثري «قصبة مدينة وهران»، الكائن بالحي العتيق «سيدي الهواري» حملة تنظيف واسعة النطاق وذلك بمشاركة المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالتراث ومواطنين، وبدعم من مديرية الثقافة والفنون وملحقة وهران للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية. شاركت في هذه المبادرة التي نظمت تحت شعار «القصبة تجمعنا» عدة جمعيات فاعلة في التراث والمجتمع المدني لمدينة وهران، بحسب ما ذكرته لواج مديرة الثقافة والفنون، بشرى صالحي، مبرزة أن هذه العملية التطوعية تهدف الى إعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي. كما تندرج أيضا في إطار برنامج يسمى «جمعة التراث»، الرامي إلى تنظيم حملات لتنظيف المعالم الأثرية مرة كل أسبوعين، علما أن هذا البرنامج يعد الثاني من نوعه بعد ذلك الذي نظم في 2014، من تنظيم قطاع الثقافة والديوان المذكور، مثلما أشارت إليه نفس المسؤولة. يهدف هذا العمل التطوّعي الذي شارك فيه أيضا المكتب السياحي لوهران إلى تثمين هذا المعلم التراثي الذي يوجد في وضعية «كارثية»، سببها مخلفات البناءات العشوائية، بعد ترحيل سكانها، بحسب ما ذكره محافظ مؤسسة « ناس الخير» المنظمة لهذا الحدث التوعوي مع مجموعة محبي التراث «أرسام وهران» وشبكة البيئة والمواطنة. يأمل المهتمين بالتراث بوهران والجمعيات الفاعلة في المجال الثقافي والسياحي إلى تصنيف هذه القصبة ضمن التراث الوطني، وكذا ترميمها حتى تصبح مقصدا سياحيا وثقافيا، كونها تزخر بعدة كنوز تاريخية وأثرية، كما أضاف بن زينب قادة. كانت هذه القصبة التي تعد أقدم موقع بمدينة وهران، حيث بنيت في 902 ميلادي على يد البحارة الأندلسيين، تقطنها العديد من العائلات التي استفادت من برامج الاسكان نحو شقق جديدة بوهران، سنة 2006، بحسب ما ذكره رئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة والفنون. تزخر قصبة مدينة وهران المتربعة على مساحة 5 ، 5 هكتار بنحو 28 معلما أثريا يعود لمختلف المراحل الثقافية والحضارية التي عرفتها وهران، أغلبها مصنفة ضمن قائمة التراث الوطني على غرار باب «تلمسان» وعدد من الحصون، فضلا عن وجود أول محكمة شيدها «باي بوشلاغم»، كما أضاف نوري مخايسي.