يعاني أغلبية الصائمين في هذا الشهر الفضيل من أعراض صحيّة مختلفة يمكنها تعكّير يومياتهم الرمضانية، يعرّفنا، اليوم، الطبيب العام الدكتور امحمد كواش على مشكل الصُداع، مسبباته وسُبل تفاديه. - «الشعب»: ما هو الصُداع؟ د. امحمد كواش: يُعاني عدد كبير من الصائمين من الصُداع، وخصوصا في الأيام الأولى من شهر رمضان، وهو عبارة عن نبضات يحسّ بها المصاب على جانبي الرأس، وهي تعبّر عن تمدّد الأوعية الدموية في الجسم أثناء الصيام، وتزداد حدّته وشدّته، كلما تقدّمنا في ساعات الصيام، وخصوصا قبل الافطار، أي قبل آذان المغرب. - ماهي العوامل التي تؤدي للإصابة بالصُداع؟ للصُداع ثلاثة أسباب رئيسية، نذكر أهمها فيما يلي: أولاً، القهوة: في الأيام الأولى من رمضان، يعاني الأشخاص المتعودّين على شرب كمية محدّدة من هذه المادة من نقص حاد في نسبة تركيز الكافيين في جسمهم، وكلما كانت كميّة القهوة المتناولة كبيرة في المعتاد، كلما كانت درجة الصداع أكبر، وكلما قلّت نقُصت درجة الألم، علما أن القهوة المعدّة في البيت، تحوي نسبة تركيز أقل من تلك المعدّة في المقاهي. ثانيا، التدخين: بالنسبة للأشخاص الذين يدّخنون بنسبة كبيرة جدا، تظهر عليهم خلال الأيام الأولى من الصيام، علامات انخفاض حاد في نسبة النيكوتين، مما ينعكس لديهم في شكل حالات من القلق والتوتر، ينتج عنه صداع شديد وآلام في الرأس، وتختلف هذه الحالة، بحسب كمية السجائر المستهلكة يوميا، فكلما ارتفع عددها كلما عانى الصائم من نقص حاد في كمية النيكوتين المرتبطة بشدّة الصداع والتي تعبّر عن مصارعة الجسم لهذا النقص الحاد المسّجل لديه، مما يوّلد حالة صُداع قصوى من الصعب تحملها مع الصيام. ثالثا، الإرهاق والتعب الشديدين: يتسبب هذان العاملان في الاصابة بالصداع بصفة أقّل، وهذا يكون بالنسبة للأشخاص غير المعتادين على الصّيام في الأيام العادية، بالإضافة لعدم بقائهم لمدة طويلة دون أكل. في هذه الحالة، يظهر لديهم أعراض متمثلة في آلام في الرأس يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز، مما ينتج عنه مضاعفات صحّية خطيرة، وبإمكان هذا النوع من الصداع أن يتحوّل الى ارتفاع في الضغط الدموي. - كيف نتجنب حالات الصداع الجديد، المذكورة سابقا؟ يمكن تجنّب الصداع الناتج عن نقص الكافيين، أثناء الصوم، في الأيام الأولى من رمضان، بتغيير بعض العادات اليومية، مثل شرب القهوة بالكمية المعتادة في فترة السحور، قبل الامساك عن الطعام، مما يساعد على تغطية الحاجة المعتادة من الكافيين، ما يسمح للصائم بقضاء الأيام الأولى من الصوم بدون التعرّض لنوبات الصداع الحادّة وآلامه المقلقة. فيما يخصّ نقص مادة النيكوتين في الدم، يُنصح التوقّف عن التدخين، لأنه مضرّ بالصّحة، وإذا استحال الأمر، يمكن أن ينظم بطريقة تدريجية من أجل تفادي حالات الصداع الحاد في شهر رمضان، في انتظار التوقّف كليا عنه. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصداع، بسبب الارهاق والتعب الشديدين، من الأفضل الابتعاد عن النشاط البدني المُجهد للجسم وعدم بذل جهد عضلي وبدني كبيرين واللذان حتما يؤديان، خلال فترة الصيام، الى حالة من التعب واستنزاف الطاقة مع استهلاك نسبة كبيرة من السكر في الدم، ويمكن أن ينجم عنه حالة ضعف عام شديد في ذات الصائم، وعلى العموم الابتعاد عن الانفعالات المضرّة بصّحة الصائم وتجنب مختلف العادات السيئة يساعد بنسبة كبيرة في التخفيف من أعراض الصداع تقريبا في كل الحالات.