رغم أن الحدود الجزائرية المغربية مغلقة بقرار سياسي منذ 24 أوت 1994، لكنها تبقى مفتوحة بالنسبة لبعض العائلات القاطنة بالشريط الحدودي، بفضل قرابتها التي تتجاوز الحدود المغلقة قصد تبادل التهاني بمناسبة العيد، لكن الغريب أن أمواتا يفتحون الحدود في وجه الأحياء لزيارتهم ليلة العيد بدون قرار سياسي. مقبرة سيدي بوبناد تفتح أبوابها لسكان روبان للترحم على موتاهم تعتبر مقبرة سيدي بوبناد إحدى المقابر الواقعة بالإقليم المغربي رغم أنها تضم مقابر العشرات من سكان روبان الذين دفعتهم أحداث سنة 1975 إلى ما بعد الوادي شرقا تاركين أراضيهم ومقبرتهم التي دفنوا فيها آباءهم وأولياءهم وأبناءهم، هذه المقبرة التي فتحت أبوابها صبيحة العيد للعائلات الجزائرية من أجل الترحم على الموتى بدون الحاجة لجوازات سفر ولا تأشيرة في ظل التسامح والعلاقات الخاصة التي نشأت بين سكان روبان وسلطة المغرب هناك والتي تعترف بأحقية زيارة المقبرة التي كانت قبل سنة 1975 ملكا لجزائريين، حيث سمحت لهم سنة 1991 بالدخول إليها وتسييجها لحمايتها من الأنعام وحوافر الدواب، فالمغاربة يسمحون بزيارة القبور بدون قرار سياسي، خاصة وأن المقبرة لا تبعد عن الشريط الحدودي سوى ب 50 مترا داخل التراب المغربي. نشاط شبكات تهريب البشر يزداد خلال العيد على الحدود الغربية مع كل مناسبة تزيد شبكات تهريب البشر في نشاطها وفي رفع الأسعار حيث يتراوح نقل مواطن من الجزائر إلى المغرب ما بين 2000 و5000دج حسب نوعية الزبون، هذه الشبكات المنتشرة في نقاط معينة تتكون من جزائريين ومغاربة عارفين بخبايا الحدود، واختيار الشبكة يكون حسب وجهة الزبون في المغرب. ففي منطقة باب العسة تنشط هذه الشبكة على مستوى منطقة الزحاحفة لنقل “الزبائن” إلى شمال المغرب على غرار بركان وأحفير .. لكن اللقاء مع “الزبون” يتم في إقليم باب العسة حيث يتم الاتفاق على الثمن والتوقيت، وينقل في سيارة الشبكة إلى لالا عيشة ومن ثم إلى قرية الشراقة المغربية حيث تنتظره سيارة المغربي الذي ينقله إلى مدينة بركان، حيث توجد بقرية الشراقة محطة لسيارات “الكلوندستان” مهمتها نقل الحراقة الجزائريين إلى المدن المغربية القريبة، أما بنواحي مغنية، فتتمركز الشبكة الرئيسية بقرية العثامنة الحدودية المحاذية لعمالة وجدة حيث تقوم هذه الشبكات بنقل الحراقة، كل شيء مقابل المال، كما توجد شبكات فرعية على مستوى مناطق أولاد قدور والعقيد عباس والعقيد لطفي ومحمد الصالح وربان، إضافة إلى شبكات في بوكانون وأخرى في مرسى بن مهيدي. عائلات ومهربون وطالبو العمل ومبحوث عنهم من طرف العدالة زبائن هذه الشبكات.. تقربنا من بعض الشبكات بمساعدة أحد الأصدقاء المقيم بالحدود حيث ربط لنا اتصالا بأحد عناصر الشبكة بمنطقة الزحاحفة، رفض الكشف عن هويته واشترط علينا عدم التصوير، رافقناه إلى الحدود حيث وجدنا عائلات تنتظر الترحيل لزيارة عائلات لها بالمغرب، وأخرى تدخل من المغرب إلى الجزائر لنفس الغرض. أشار مرافقنا أنهم يقومون بتسهيل نقل العائلات والمحافظة على الروابط، مستغلين إقامتهم على الحدود ومعرفتهم الجيدة بالمسالك التي يجازفون عبرها بنقل الحراقة الذين تختلف هوياتهم وأهداف إقدامهم على اختراق الحدود، مشيرا إلى أن تكلفة النقل تختلف باختلاف طبيعة الشخص، فهناك عائلات تخترق الحدود لزيارة أقاربها وحضور الأفراح والأقراح، في حين أن هناك أشخاصا فارين من العدالة ومبحوث عنهم من قبل مصالح الأمن يعبرون الحدود لزيارة أهاليهم، فيما يوجد مهربون معرفون يدخلون المغرب لعقد صفقات تهريب كبيرة وهم أفضل الزبائن دفعا للمال، وتعمل هذه الشبكات يوميا مع الشباب المغاربة الذين يخترقون الحدود طلبا للعمل في مجال البناء والبلاط والجبس، كما أشار محدثنا الى أن نشاطهم يزداد في فصل الصيف وفي مواسم الأعياد، مشيرا أن الشبكة تضم جزائريين ومغاربة مهمتهم مرافقة عابري الحدود إلى مقاصدهم.