رياضة الطيران الشراعي، أو «الطيران الحر» من أحدث الرياضات في ولاية قالمة، بل أصبحت هذه الرياضة الجوية، المليئة بالحماس، في وقت وجيز تستقطب إهتمام طيف معتبر من الشباب القالمي. ممارسون لها ومستمتعون بمشاهدة من يمارسونها، شباب تمكنوا من إيجاد فضاءات شبابية وكونوا أندية رياضية لممارسة الأنشطة المتعلقة بالطيران الشراعي الحر، ورغم العراقيل التي يواجهونها، يخضع لرقابة مشددة، لكنهم رفعوا التحدي إلى أعلى مستوى للترويج لشغفهم. أول ناد في المنطقة أسس أحد الشباب المغامرين ببلدية الركنية غربي عاصمة الولاية قالمة، يدعى إبراهيم فركوس نادي للطيران الحر رفقة مجموعة من الشباب الطموحين في عالم الرياضات الجوية، في 2013 بذات المنطقة، هذه الخطوة أثارت إهتمام عدد كبير من شباب الولاية، الشاب إبراهيم المعروف بحبه اللامتناهي للمغامرة، كما يروي سكان مدينته. أنشأ مدرسة للتدريب على الطيران الحر بالمظلات الفردية والثنائية، واستطاع أن يبلغ مرحلة متقدمة في التدريب وخبرة معتبرة في هذا المجال تنامت بشكل متواصل منذ نشأة النادي. شارك إبراهيم فركوس في تظاهرات رياضية داخل وخارج الوطن، وهو يحوز لحد الآن خبرة 7 سنوات في الطيران، مع شهادات «محترف ومدرب». نال إبراهيم أول بطولة وطنية، للطيران الشراعي الحر والتي أقيمت في تيزي وزو وفاز بالمركز الأول نسخة «هبوط على الدقة». ونظم دورات رياضية، ساهمت في زيادة الإهتمام لدى المحترفين، والمتربصين في مجال الطيران الشراعي، تجربة جديدة كليا عبر ولاية قالمة، يخوضها إبراهيم ورفاقه في «نادي الركنية للطيران الحر» مليئة بالتحدي والمغامرات.. عتاد حساس.. المشاهدون الذين يحضرون لخرجات أعضاء «نادي الركنية للطيران الحر» ويستمتعون بها، لا يعلمون ما يعانيه إبراهيم ورفاقه في سبيل الحصول على المعدات والتجهيزات اللازمة لممارسة هوايتهم. العتاد المستعمل في هذه الرياضة مصنف على أنه «عتاد حساس»، يصعب اقتناؤه سواء الشراع بحد ذاته أو على الأدوات التي تستعمل معه، كعتاد إلزامي للطيران كشراع النجدة، الراديو وغيرها، فشراء هذا العتاد واستيراده لا يزال صعبا وقد يصادر في أي لحظة عند وصوله إلى المطار أو إلى الميناء. لذلك يتوجه هؤلاء المغامرون بنداء عله يصل أذنا صاغية من أصحاب القرار تسهل عليهم هذه الأعباء وتسهم في تطوير هذه الرياضة، وفي مقدمتها «سن قوانين تسهل إستيراد التجهيزات والعتاد». الجزائر وجهة عالمية.. لمَ لا؟ نظم «نادي الركنية للطيران الحر» دورات مصغرة، أو كما يحلو لإبراهيم تسميتها «ملتقيات لمحترفي ومحبي هذه الرياضة». وكانت هذه الملتقيات عبارة عن زيارات لبعض رؤساء الأندية في أوروبا إلى منطقة «الركنية» ومناطق أخرى للطيران الحر بقالمة.. تفاجأوا بمدى ملاءمتها لهذه الرياضة، وكان لسان حالهم يقول «إن لدى هذه المناطق إمكانيات رائعة، لتنظيم بطولة عالمية ستكون ناجحة بدون أدنى شك». لكن بالرغم مما تتوفر عليه قالمة، خاصة والعديد من المناطق الأخرى في الوطن، من أماكن جد مناسبة لهذه الرياضة، لكن معظم الطيارين يختارون مواقع أجنبية، لأنها توفر لهم كل الإمكانيات المتاحة للرياضة الجوية، خلافا لبلادنا التي تواجههم في الخطوة الأولى بعائق التأشيرة، والكثير من العوائق الأخرى، منها الصيانة، التي لا تتواجد لذلك يضطر ممارسو هذه الرياضة إلى إرسال معداتهم إلى الخارج، من أجل المراقبة التقنية التي تكلف من مليون إلى 4 ملايين دينار جزائري.. تتوفر الجزائر على مقومات طبيعية لإنجاح رياضة الطيران الحر، وما ستستقطبه من محترفين وهواة من خارج البلاد، وما يمكن أن تعود به من عملة صعبة من خلالهم، خاصة أن الطقس المعتدل في الجزائر يجعل محبيها قادرين على ممارسة رياضة الطيران الشراعي في الفصول الأربعة، عكس أوروبا مثلا التي تكون فيها ممارسة الطيران الحر في فصل الصيف فقط، بسبب الطقس الأوروبي المتقلب.. رغم كل ذلك تبقى هذه الرياضة «محقورة» لصالح رياضات أخرى على رأسها.. كرة القدم.