كثفت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، بحثها قرب بلدة الناصرة عن الأسيرين مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي، بعد اعتقال 4 من الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع الصهيوني، قبل أيام، بينما أعلنت كافة الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال تشكيل لجنة طوارئ لمواجهة قمع مصلحة السجون الصهيونية للأسرى. أفادت مصادر إعلامية أن طائرة عمودية صهيونية تقوم بعمليات بحث وتمشيط في منطقة مرج ابن عامر (جنوب الناصرة). كما باشر عناصر البحث الجنائي رفع أدلة عثروا عليها في أحد الحقول الزراعية، في وقت نشرت فيه الشرطة الصهيونية حواجز تفتيش في المنطقة التي تشهد تعزيزات أمنية مكثفة. وكانت قوات الاحتلال الصهيوني تمكنت، صباح أمس، من اعتقال البطلين الأسيرين الفلسطينيين زكريا الزبيدي ومحمود عارضة، ليصبح عدد الذين اعتقلوا خلال ساعات، صباح أمس، 4 من الأسرى الستة الذين فروا قبل أيام من سجن جلبوع. وقالت مصادر إعلامية إن قوات الأمن الصهيونية ألقت القبض على الأسيرين الزبيدي وعارضة في مرآب للسيارات بين قريتي عرب الشبلي وأم الغنم عند سفوح جبل الطور (جنوب مدينة الناصرة). هبّة تضامنية وبالموازاة، مع ذلك تشهد وسائل التواصل الاجتماعي دعوات كثيفة لهبة في عموم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة ومدن وبلدات 1948. ودعا ناشطون للمشاركة في مسيرات ومواجهات على كل نقاط الاشتباك والتماس مع الاحتلال «من البحر إلى النهر»، نصرة لأحرار سجن «جلبوع» والأسرى في سجون الاحتلال. وجاء في الدعوات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «نداء لحماية الأسرى المحررين، ودعوات لمسيرات على نقاط التماس لتشتيت الاحتلال عن ملاحقة الأسرى الأبطال، في كل نقاط التماس في فلسطين من بحرها لنهرها». كما دعت مؤسسات الأسرى، والقوى الوطنية في رام الله والبيرة، للمشاركة الفاعلة في الوقفة الإسنادية لأسرانا الأبطال أمام دوار المنارة. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأراضي المحتلة غليانا شديدا على خلفية اعتقال الاحتلال للأسرى الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن «جلبوع» قبل أيام. وأثارت الأنباء باعتقال كل من محمود العارضة ويعقوب القادري غضبا عمّ مدن الضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، لا سيما في جنين ومحيطها، التي ينحدر منها الأحرار الستة. كما شهدت مدن في الداخل المحتل مظاهرات حاشدة، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن إقدام فلسطينيين على إحراق منزل شرطي، يعتقد بأنه أبلغ عن مكان وجود القادري والعارضة في مدينة الناصرة. وفي السياق ذاته، تم سماع دوي صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، ما يشير إلى احتمال إطلاق مقاومين رشقات صاروخية نحوها. وحذرت فصائل فلسطينية الاحتلال من مغبة المساس بالأسرى المحررين، ورفيقيهما الذين تواصل مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الصهيونية البحث عنهم. الاحتلال مسؤول عن حياة الأسرى حملت منظمة التحرير الفلسطينية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية «الكاملة» عن حياة الأسرى وسلامتهم، والذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل الإجرامية في سجونها. وقالت المنظمة، في بيان، أمس، إنّ «الشرائع والقوانين الدولية تعتبرهم أسرى حرب، وإنّ الاحتلال غير شرعي، وما يترتب على ذلك من حقهم في مقاومته والحرية من أسره». وأضافت أنّ اعتقال آلاف الأسرى «باطل في القانون الدولي، وعليه فإن المجتمع الدولي وهيئاته كافة مطالبون بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه القوانين والاتفاقيات التي توافقوا عليها وتبنوها، والتي جميعها تدين الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وكل ممارساته، وانتهاكاته لحقوق الانسان، بما في ذلك اعتقال الأسرى وظروف اعتقالهم غير الإنسانية».