يٌعرف قطاع الفلاحة بولاية قسنطينة قفزة نوعية، فيما يخص المستثمرات الفلاحية هذه الأخيرة التي ساهمت في رفع مستوى الإنتاج الفلاحي بكل شعبه. أكد مدير الديوان الوطني للأراضي الفلاحية حمزاوي كمال ل»الشعب» أن المستثمرات الفلاحية ذات الطابع الجماعي والفردي انبثقت من القانون رقم 87/19، ليأتي بعدها قانون 10/03 الذي صدر في 15 أوت 2010 والذي بموجبه أصبحت المستثمرات جماعية وفردية خاصة بعقود الامتياز لمدة 40 سنة عوض 99 سنة، حيث تحصي الولاية حوالي 3275 مستثمرة فلاحية وحوالي 3614 فلاح مستفيد من مستثمرة فلاحية جماعية وفردية والمتنوعة في النشاط الفلاحي ما بين زراعة الحبوب الشتوية القمح اللين، الصلب، الشعير والخرطال، الأشجار المثمرة، تربية الأبقار الأغنام، الدواجن. وأضاف في ذات الشأن أنه تم مؤخرا استقبال العديد من رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار بقطاع الفلاحة لإبرام عقود شراكة لا تتجاوز مدتها 40 سنة والفلاح المستفيد من عقود الامتياز هذا الأخير الذي يملك نسبة 34 بالمائة مقابل 66 بالمائة بالنسبة لرجال الأعمال، وهي العملية التي تتضمن عدة نقاط منها المبلغ الإجمالي للمشروع، طبيعة المشروع، النسبة المئوية 66/34 بالمائة، ومدة عقد الامتياز المبرم. وأفاد أن قسنطينة وصلت منذ انطلاق العملية سنة 2017 إلى ما يعادل 65 عقد شراكة ما لعب دورا كبيرا في امتصاص البطالة حيث أن الشراكة مع رجل الأعمال تعطي للفلاح المستفيد السيولة والتقنية للعمل وتحقيق نتائج مرتفعة، فيما يخص المشروع الفلاحي. «الشعب» استطلعت إحدى المستثمرات الفلاحية لأحد الخواص، بمنطقة برج مهيريس، ببلدية عين عبيد التي تبعد عن مقر الولاية ب 45 كلم، هذه المستثمرة التي تعتبر نموذج ناجح تتربع على مساحة تقدر بحوالي 170 هكتار، وبحسب القائمين على تسيير المستثمرة الفلاحية، فإن أهم ما يميزها تربية الخيل من النوع الجزائري الأصيل المعروف ب « البربري « و إعادة هذا النشاط إلى منطقة الشرق الجزائري بطريقة حديثة، والتي من شأنها أن تكون رائدة في الجزائر وتساهم في تطوير ذات الشعبة. وساهمت التقنيات المستعملة في زراعة الأشجار المثمرة وأنظمة الري والتحكم في أصناف الحبوب والشتائل وعمليات الغرس من أجل التكثيف لسياسة إنتاجية ناجحة في جعلها من أرقى وأشهر المزارع المدمجة في الجزائر، حيث وقفنا على أن المزرعة مجهزة بمعدات ومحطات تقنية حديثة تم ربطها بشبكات معلوماتية يتم من خلالها مراقبة المحاصيل الزراعية. أكد صاحب المزرعة المدمجة صحراوي فوزي أن التجربة تعتبر الأولى من نوعها بولاية قسنطينة أن الاستثمار الفلاحي يتم بالمراقبة المادية والمعنوية من طرف الدولة والهدف، بحسبه، المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني وخلق مناصب جديدة لشباب المنطقة، وكذا تزويد السوق الوصية لمختلف المنتجات الفلاحية. وأفاد أنه من بين الأنشطة الناجحة لهذه المستثمرة أساليب حديثة لتسمين العجول وبحسب البيطري «أمين بجاوي» الذي أضاف أنه خليط بين الغذاء المركز والأعلاف وهي التي تعتبر تقنية تجعل العجول تسمن في وقت قياسي دون تسجيل أي إصابة بالأمراض التي تصيب قطيع الأبقار. المزرعة المدمجة تركز بالدرجة الأولى على مجال الإنتاج الحيواني، حيث انطلق المجمع الفلاحي في إنتاج اللحوم الحمراء، في شعبة التسمين، حيث يتم استيراد عجول ذات مردود عال من اللحوم، ويتم تسمينها في المزرعة ويوجه إنتاجها إلى السوق المحلية، وذلك داخل عنابر تتوفر على تجهيزات جد عصرية. كما تنشط المستثمرة أيضا في شعبة الأشجار المثمرة، أين تم غرس 30 هكتارا بشتائل مستوردة، تأتي في مقدمتها أشجار الخوخ، الكرز، اللوز، الزيتون و النكتارين، فيما تتوفر المزرعة على نادي للفروسية حيث توّج على إثرها 5 نواد تألقت في الدورة الوطنية الكبرى للقفز على الحواجز حيث تملك عدد لابأس به من الخيول ومن أصول عربية وأجنبية، حيث فتح «صحراوي فوزي» أبواب المستثمرة الفلاحية للزوار للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، أين تجد العائلات نفسها وسط جو طبيعي يتوفر على كافة المرافق الضرورية.