أكّد ياسين غديري، مدير الفلاحة لولاية قسنطينة في حديث ل «الشعب» على خصوصية موسم الحصاد والدرس لهذا الموسم، حيث أنه واستنادا لتعليمات وزارية تقرر جمع كافة الكمية المتحصل عليها من طرف الفلاحين المتعلقة بمختلف المحاصيل الفلاحية بدءا من القمح اللين والصلب، الشعير، الخرطال، العدس باعتبار أن الكمية التي كانت تقدم للتعاونية تنخفض بسبب انتقاصها وبكميات كبيرة للاستهلاك العائلي من طرف الفلاحين. أكّّد غديري أن السلطات ستضمن تغطية وتموين السوق الوطنية بإدخال كافة المنتوج الفلاحي الذي يجمع على مستوى التعاونيات، كما سيتم كإجراء خاص أيضا التكفل بحصاد ونقل محصول الشعير من طرف التعاونيات، وهو ما يعتبر دعما كبيرا ومباشرا للفلاحين، إلى جانب إجراءات تحفيزية فيما يخص الأسعار التي تم رفعها الى 06 آلاف دج، وهو ما يصب في مصلحة الفلاح ومصلحة الوطن من خلال رفع مخزون المحاصيل الكبرى على مستوى الدواوين وتوفير للموسم القادم، سيما وحملة الحرث والبذر التي تنطلق في أكتوبر المقبل بذور مدروسة وذات جودة للفلاح، حيث لن يتم تسجيل حسبه أي نقص أو نذرة في البذور باعتبار أنه تم دفع وجمع كافة المحاصيل للتعاونيات الفلاحية. وأكّد غديري استعداد الولاية لاستقبال كافة المحاصيل الفلاحية وبمختلف أنواعها، حيث تتوفر حوالي مليون و700 ألف قنطار كسعة إجمالية للتعاونية الفلاحية للحبوب والبقول الجافة و300 ألف قنطار لمخازن خاصة سيتم استغلالها من طرف المديرية بسعة إجمالية تفوق 2 مليون قنطار أين سيتم تجميع المنتوج والمساهمة في تخزين منتوج الولايات المجاورة التي تعاني من قلة سعة مخازن التجميع. ويضيف مدير الفلاحة أنّ الولاية تملك 400 حاصدة، والتي سيتم تجنيدها لعملية الحصاد الى جانب وسائل النقل متوفرة مع تجنيد كافة الطاقات لضمان نجاح العملية، حيث تم توفير أكثر من 150 عامل موسمي متواجدين على مستوى التعاونية لتسهيل الحركية والنشاط بنقاط الجمع التي تعادل 15 منطقة فلاحية منتجة للمحاصيل الكبرى. كما حذّر ياسين غديري الفلاحين من خطورة الحرائق سيما وأن درجات الحرارة مرتفعة وسترتفع مع الأيام القادمة والمساهمة في حماية المحاصيل الفلاحية من أسباب نشوب الحرائق، حيث تم على مستوى عديد القطاعات تعزيز إجراءات الحماية بدءا من القوافل التحسيسية التي تجوب كافة البلديات إلى جانب العمل الجواري مع الفلاحين والتي تستهدف المساحات الكبيرة أكثر وحتى الصغيرة منها. هذه الإجراءات التي كانت وفق عمل استباقي انطلق بشهر أفريل وتحت إشراف والي الولاية تشارك فيه كل المصالح المعنية بدءا من الأشغال العمومية، مديرية الغاز والكهرباء، محافظة الغابات، مديرية الري وصولا إلى حذر ووعي الفلاح بضرورة التماشي والإجراءات المتخذة لحماية المحاصيل من الحرائق. من جهة أخرى، شهدت الولاية نذرة كبيرة في نسبة تساقط الأمطار، حيث كان أقل من 270 ملم، ولهذا تم تسجيل حالة جفاف في عدد من البلديات الواقعة في الجهة الشمالية على رأسهم بلدية عين السمارة، ابن زياد، حامة بوزيان، بني حميدان، حيث سيتم التكفل بوضعية الفلاحين المتضررين وتعويضهم على الخسائر المسجلة، مشيرا إلى أن المساحات الكبرى والمناطق الكثيفة المتخصصة في إنتاج المحاصيل الكبرى على غرار بلدية ديدوش مراد، الخروب، ابن باديس، عين عبيد لم تسجل على مستواها أي أضرار فيما يخص التساقط المطري، وهو ما سيعوّض البلديات التي تضررت من نقص تهاطل الأمطار، حيث يتوقع إنتاج مليون 700 قنطار على مساحة 87 ألف هكتار، وهي التوقعات التي ستساهم في دعم المخزون الوطني، سيما في ظل الأزمة التي يشهدها العالم.