ازدحام غير عادي منذ الساعات الأولى استيقظ سكان مدينة وهران، صبيحة السبت، على صخب حركة المرور، ومواكب المشاركين في الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستكون مدينة وهران مسرحا لها طيلة أسبوعين كاملين. العدد المعتبر للوفود وضيوف الجزائر الذين حضروا الى مدينة الباهية، أنشأ ازدحاما غير عادي منذ الساعات الأولى لصبيحة، يوم السبت، وهو الأمر الذي تعجب له سكان المدينة وتابعوا كل أطواره. أجواء مميزّة خارج الملعب بالرغم من أن الدخول كان منظما بفضل عمل مختلف الأسلاك الأمنية، وان الوافدين إلى الملعب غير الحاملين للتذكرة الإلكترونية لا يمكنهم الاقتراب من محيطه، إلا أن سكان مدينة وهران قرروا التنقل مبكرا لحضور حفل الافتتاح في الظهيرة، وهو ما شكل أجواء رائعة بالمدينة. لوحات ترقيم من مختلف الولايات لاحظنا عند سيرنا بمحيط الملعب أن التذكرة الإلكترونية الخاصة بحفل الافتتاح التي تم عرضها بمنصة تذكرتي، سمحت لسكان مختلف المدن الجزائرية من اقتناء تذكرتها، والتنقل إلى مدينة وهران لعيش فعاليات حفل الافتتاح الخاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط عن قرب، وهو الأمر الذي استحسنه الجميع، حيث أكد الهادي مواطن مقيم بالبيض متحدثا ل «الشعب» «استعمال التكنولوجيات الحديثة سيسمح لكامل أبناء هذا الوطن من اقتناء تذاكر ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبعدها مباريات المنتخب الوطني، وهو أمر سعدت به واختصر لي الجهد والوقت». وهران تستحق لقب المدينة المضيافة «مرحبا بكم» كلمة ترددت على مسامعي كلما ألقيت السلام في تجولي أمام المحلات أو بالمنشآت الرياضية، حيث تيقن الزوار للمدينة أن سكان وهران لهم طريقة فريدة من نوعها في استقبال الضيوف والترحيب بهم، الأمر الذي نشر الطمأنينة بين المتنقلين إلى ملعب وهران الجديد. دخول العائلات بقوة عند مشاهدة العدد الهائل من الأطفال والنساء في شوارع المدينة بأقمصة المنتخب الوطني لكرة القدم حاملين في أيديهم الراية الوطنية، يخيل لك من الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بخروج أنصار المنتخب للاحتفال بإحدى إنجازات رفقاء حامي عرين «الخضر» رايس الوهاب مبولحي، إلا أن الأمر كان يتعلق بتنقل العائلات إلى ملعب وهران جديد، وعلامات الفخر بادية على وجوههم لوضع بصمتهم، والتأكيد بأن الجزائر بلد كبير. باعة متجوّلين بمحيط الملعب استغل بعض شباب بئر الجير توافد العدد الهائل من العائلات إلى المركب الرياضي ميلود هدفي، لبيع قارورات الماء وأوشحة المنتخب الوطني لكرة القدم، حيث أكد لنا عماد شاب لا يتعدى سنه ال 25 ربيعا، أن الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، هي فرصة لا تعوض من أجل كسب قوت إضافي يسمح له من تحسين قدرته المعيشية، موضحا أن قرار الناخب الوطني جمال بلماضي ببرمجة المباريات المقبلة للمنتخب الوطني بملعب وهران الجديد أثلجت صدره. الوفود الأجنبية تنقلت في حافلات فخمة خصصت لجنة تنظيم الألعاب المتوسطية حافلات فخمة للوفود الأجنبية التي تنقلت من مركز المؤتمرات أحمد بن محمد، لملعب وهران الجديد من أجل مشاهدة فعاليات حفل الافتتاح، أين استمتعوا بمختلف أغاني الراي وصنعوا أجواء فريدة من نوعها عند وصولهم إلى الملعب، مؤكدين أنهم يقضون أوقات ممتعة منذ وصولهم مطار أحمد بن بلة الدولي. قارورة الماء مطلب الجميع ميز الدخول إلى ملعب وهران الجديد منع قوات الأمن إدخال قارورات الماء إلى المدرجات، ورميها كلها عند الحاجز الأمني الأول كإجراء أمني، قصد السير الحسن لحفل الافتتاح وتجنب أي حادث رشق بالقارورات، يتسبب في إصابة الجمهور الحاضر بالمدرجات أو افساد عرس عاصمة الغرب الجزائري، الأمر الذي جعل قارورة الماء مطلب جميع الحاضرين بالملعب. غياب نقاط بيع المأكولات والمشروبات استاء الجمهور العريض الذي تنقل إلى ملعب وهران الجديد من غياب نقاط بيع المأكولات والمشروبات، بالرغم من تواجدها بين السلالم والمدرجات، وهو ما جعل الكثيرين يمتعضون، خصوصا أنهم تنقلوا رفقة أطفال صغار وقبعوا في المدرجات لساعات طويلة قبل انطلاق الحفل. الصحافة الأجنبية تنبهر لحماس الجمهور صنعت العائلات الحاضرة بقوة بمدرجات ملعب وهران الجديد لوحات رائعة قبل انطلاق حفل الافتتاح، حيث هتفوا للجزائر وفلسطين مطولا، وتجاوبوا مع المتطوعين الذين كانوا يعدون للحفل ثلاثة ساعات قبل انطلاقه، وهو ما جعل الصحافة الأجنبية المتواجدة بالمنصة الشرفية تنبهر لحماس الجمهور الجزائري، بالرغم من غياب الفرجة داخل المستطيل الأخضر، وهو ما دفعهم لحمل هواتفهم والتصوير. بلماضي يصنع الحدث صنع دخول الناخب الوطني جمال بلماضي إلى المنصة الشرفية الحدث بمدرجات ملعب وهران الجديد، حيث نهض كل الجمهور الحاضر في المدرجات وهتف باسمه مطولا، وهو ما جعل المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية يتجاوب معهم. نجم مارسيليا الأسبق لقي صعوبات كبيرة من أجل مغادرة المنصة الشرفية، حيث تقرب عدد كبير نحوه من أجل التقاط صور تذكارية معه، ومطالبته بإنهاء تصفيات كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار بملعب وهران الجديد، حتى يتسنى لأبناء الباهية من مشاهدة رفقاء نجم مانشيستر سيتي وقائد المنتخب رياض محرز عن قرب. بلايلي في المنصة الشرفية رفقة أفراد عائلته بعد مرور عشرين دقيقة من انطلاق حفل افتتاح فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، دخل نجم المنتخب الوطني يوسف بلايلي المنصة الخاصة برجال الإعلام مرفوقا بأفراد عائلته وأصدقائه، أين فضل الجلوس في إحدى القاعات الخاصة بالتعليق التلفزيوني. الوفد الإيطالي يلقى دعما استثنائيا من الجمهور نهض جمهور ملعب وهران الجديد بصوت واحد يحتفي بأكبر وفد تنقل للباهية، من أجل المشاركة بفعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط ألا وهو وفد إيطاليا، وهو ما جعل الرياضيين والمرافقين لهم يتبادلون الأهازيج لمدة طويلة مع الجمهور. «خوباي» في المدرجات عرف حفل الافتتاح تواجد المصور وصانع المحتوى السياحي، حبيب كواص المدعو «خوباي» على مواقع التواصل الاجتماعي، الأخير أكد ل «الشعب» أنه تنقل من التشاد إلى فرنسا ومنها إلى وهران، خصيصا لحضور حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بعدما كان في رحلة سماها رحلة ال 1000 كلم في التشاد، وقال: «اليوم نحن هنا في وهران لنقل أول تجربة أعيشها أنا كشخص خاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط، جئنا للمساهمة في إنجاح عرس الجزائر». وأضاف «سأختار مكانا استراتيجيا لنقل صورة جميلة عن الجزائر للمليون ونصف المليون مشترك على قناتي باليوتوب من مختلف بلدان العالم». وختم «سنبين للعالم كل في اختصاصه قدرات الجزائر التنظيمية، ومنشآت الرياضية الضخمة، كما سأقوم بالترويج طيلة فترة الألعاب للسياحة بمدينة وهران». طفل من تمنراست حقق حلم حياته أكد محمد طفل يبلغ من العمر 13 عاما من مدينة تمنراست اصطحبه والده إلى ملعب وهران الجديد، لمشاهدة حفل افتتاح فعاليات الطبعة ال 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أكد أنه حقق حلم حياته بمشاهدته زرقة البحر، والألعاب النارية المميزة التي ميزت حفل الافتتاح في يوم واحد، كاشفا بأنه أجمل يوم في حياته وسيبقى راسخا إلى الأبد. محمود إبراهيم: حفل مبهر كشف الصحفي المصري وصانع المحتوى والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي العاشق للجزائر، أثناء تواجده بحفل افتتاح الألعاب المتوسطية، أنه كان يتوقع أن يكون حفل الافتتاح مبهرا، لكن ليس بهذه الطريقة، وقال ل «الشعب» «لم أكن أعلم أن الحفل سيكون مبهرا بهذه الكيفية، لجنة تنظيم الحفل قامت بعمل جبار وتستحق كل التقدير والاحترام، وأبهرت على الأقل سكان البحر الأبيض المتوسط». وتابع «نجاح أي حفل افتتاح راجع لرقي الشعوب أيضا، الشعب الجزائري الذي كان متواجدا بالملعب، قدم صورة رائعة وراقية بوجود العائلات. أما بخصوص المنشآت قال: «المنشآت التي خصصتها الجزائر لاحتضان فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط وتنظيمها الرائع، يؤهلها الآن لاحتضان أي منافسة قارية أو دولية».