أجواء خيالية عاشها كل الرياضيين والمرافقين لهم في الرحلة التي كانت من القرية المتوسطية باتجاه الملعب الجديد، من أجل حضور حفل افتتاح الطبعة 19 للألعاب المتوسطية التي تحتضنها الباهية إلى غاية 6 جويلية 2022، هذا ما وقفت عنده جريدة «الشعب» خلال تواجدنا بحافلة الوفد الجزائري. البداية كانت من خلال تجمع الوفود الرياضية في ساحة القرية المتوسطية من أجل الاستعداد للانطلاق نحو الملعب، وهنا وقفنا على الصور الرائعة التي صنعها الرياضيون فيما بينهم حيث تبادلوا الصور مع بعضهم البعض، في أجواء أخوية مليئة بالروح الرياضية وفرحة ضيوف الجزائر بالظروف الممتازة التي وفرت لهم منذ وصولهم إلى الباهية وهران عروس المتوسط لسنة 2022. أعجب الرياضيون الأجانب باللباس التقليدي الجزائري حيث أخذوا صورا تذكارية رفقة من ارتدوه والذي كان يرمز لكل مناطق الوطن، كما أنهم استفسروا حول التفاصيل التي تتعلق به سواء اللباس الرجالي أو النسائي وبالحلي أيضا الذي سرق أنظار بعض الرياضيات الأوروبيات، وفي نفس الوقت رافقوا الوفد الجزائري في الهتافات التي كان يقوم بها وكان شعار «تحيا الجزائر» على لسان الجميع خاصة الإيطاليين الذين تفاعلوا كثيرا ورددوا الكلمات بالطريقة الجزائرية. بعدما استمتع الجميع بالأجواء التي كانت في بهو القرية جاء وقت إقلاع الحافلات التي خصصت لهذا الحدث وزينت بالشعارات التي ترمز للعرس المتوسطي في طبعته 19، وهنا كان كلام آخر بالنظر الأجواء التي كانت في الخارج والتي صنعها الجمهور الذي تواجد بقوة في الشارع وأمام الملعب الجديد، من أجل متابعة وصول الوفود لمكان الحفل وكانت الهتافات والشعارات التي عودنا عليها دائما حاضرة بقوة الأمر الذي أمتع جعل ضيوف الجزائر يتفاعلون معه بقوة، حيث لم يفوت الرياضيون الأجانب الفرصة لأخذ صورة تذكارية في شوارع وهران رفقة الجماهير، كما أن بعضهم قدم هدايا رمزية للأطفال. الأمور فاقت التوقعات إلى درجة انسداد الطريق المؤدي لمدخل الملعب ما جعل الموكب الرياضي يتوقف في الشارع الرئيسي لمدة قاربت الساعتين، بسبب الجماهير الغفيرة التي كانت متواجدة في كل مكان ومن كل الفئات العمرية صغارا وكبارا أطفال وشباب هناك من فضلوا الجلوس في المساحة المحاذية للملعب وآخرين في الأرصفة، وهناك بعض الشباب الذي اقتربوا من حافلة الوفد الجزائري وشجعوا الرياضيين، وطلبوا منهم رفع التحدي لتحقيق أكبر عدد من الميداليات وأنهم بجانبهم وسيكونون حاضرين في كل الاختصاصات لتشجيعهم، الأمر الذي رفع أكثر من معنويات الرياضيين وهم بدورهم أكدوا لهم انهم سيقدمون كل ما في وسعهم لإعلاء الراية الوطنية وتبادل الهتافات في صور ستبقى راسخة في أذهان من عاشوا تلك الأجواء التي تؤكد مدى تعلق الجزائريين ببلدهم. صور عكست الجانب الحضاري للجزائريين شاهدها الرياضيون الحاضرين وترجمتها الصور التي أخذوها للعالم كله مبرزين أن هذا الشعب متعطش لمثل هذه التظاهرات الرياضية من حجم الألعاب المتوسطية، من خلال الصورة الرائعة التي بعث من خلالها برسالة قوية للعالم يؤكد فيها أنه شعب المواعيد الكبرى. أجواء سترفع من معنويات الرياضيين بهذا الصدد، أكد مدرب المنتخب الوطني للملاكمة أحمد دين ان هذه الأجواء سترفع من معنويات الرياضيين لتقديم مستوى جيد خلال الألعاب والسعي لتحقيق نتائج إيجابية من أجل إسعادهم.. الرياضيون أيضا أكدوا أنهم جد سعداء بهذه الصور على غرار لاعبات الكرة الطائرة اللواتي أكدن أنهن لن تبخلن بأي مجهود فوق البساط لتحقيق أفضل نتيجة بحول الله، تصريحات مماثلة للوفد الجزائري تؤكد وعيهم وشعورهم بالمسؤولية التي تنتظرهم لإعادة بعث الرياضة الجزائرية من جديد خاصة أنهم سيكونون مدعومين بالأنصار وليست كل مرة تأتي الفرصة لعيش هذه الأجواء على أرض الوطن. بعد انتظار طويل في زحمة المرور وصل الرياضيون إلى الملعب وتوافدوا مباشرة إلى الرواق للاستعداد للدخول إلى الميدان وهنا أيضا كانت الأجواء رائعة، وسجلنا كواليس رائعة بين الجميع وكل الذين إقتربنا منهم أكدوا لنا أنها المرة الأولى التي يعيشون مثل هذه الأجواء ووثقوا لهذه اللحظات بفيديوهات ستبقى ذكرى لهم. والأجمل في كل هذا الروح الرياضية والتقارب الذي كان بين الرياضيين من كل بلدان المتوسط، وبعدما دخلوا للملعب تفاعلوا أيضا مع الموسيقى التي رافقتهم وبهذا فإن الجزائر كسبت الرهان من خلال التسويق لأجمل صورة لها في الحوض المتوسط والعالم.