انتهت مغامرة المنتخب الوطني لكرة القدم أقل من 18 سنة، في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، سهرة الخميس الماضي، عقب الخسارة أمام المنتخب الفرنسي، في آخر مباراة من الدور الأول بثلاثة أهداف لهدفين، ليحتل أشبال المدرب سلاطني، المرتبة الثالثة في المجموعة الأولى. كان الطاقم الفني ل « الخضر «، يعيش على أمل الفوز لتحقيق هدف التأهل إلى الدوري الثاني من المنافسة، معتمدا على الرغبة الكبيرة للاعبين ودعم الجمهور الذي لم يبخل بأي مجهود لمساندة «الخضر» في مواجهتي اسبانيا والمغرب في ملعب سيق ومباراة «الديكة» في ملعب الشهيد أحمد زبانة، غير أنّ ذلك لم يكن كافيا في ظل نقص التحضير والخبرة مثلما برر المدرب مراد سلاطني في تصريحاته الأخيرة. فبعد العودة القوية في الشوط الثاني وتعديل النتيجة، لم يتمكن رفقاء زاوي من الحفاظ على النتيجة لوقت أطول، بحيث حصل «الديكة» على ركلة جزاء، ما أعاد المنتخب الوطني إلى نقطة الصفر. ويمكن القول أنّ «الخضر» ضيعوا الفرصة الثانية لبلوغ نصف النهائي، في الشوط الأول من اللقاء الذي كان فيه الضيوف أفضل بكثير وسجلوا هدفين، بحيث ظهر أشبال سلاطني بمستوى متوسط، واتضح الفرق بين التشكيلتين بعد بضع دقائق عن صافرة الانطلاقة. وصنع «الخضر» محاولة واحدة خطيرة في الدقيقة الخامسة، بحيث ارتطمت كرة ادم دوقي بالعارضة، هو دليل على أنهم مروا جانبا في 45 دقيقة الأولى، في هذه المواجهة التي عرفت حضور الجمهور بقوة والذي ملأ المدرجات عن آخرها، كما تميز أداء محاربي الصحراء أيضا بالعشوائية وارتكاب أخطاء تقنية، ما سهل من مهمة المنتخب الفرنسي الذي كان يتوغل إلى منطقة العمليات بكل استفاقة متأخرة ونقص في التركيز عودة محاربي الصحراء في المباراة كانت متأخرة على الرغم من تسجيلهم هدفين في شباك المنتخب الفرنسي، بحيث حاولوا الضغط على دفاع المنافس منذ بداية الشوط الثاني، قصد العودة في النتيجة ولكن حارس المنافس تصدى لأغلب الكرات العالية. وظل الحال على ما هو عليه إلى غاية الحصول على ركلة جزاء جاء منها هدف التقليص ثم تعديل النتيجة من رأسية بعد تنفيذ مخالفة من خارج منطقة العمليات، وفي الوقت الذي وجب فيه التركيز أكثر من أجل التصدي لرد فعل متوقع من تشكيلة «الديكة» حصلت الأخيرة على ركلة جزاء حسمت النقاط الثلاث للضيوف، وهو ما يدل أيضا على نقص في التحضير الذهني للاعبين. ولا يختف اثنان في بذل لاعبي المنتخب الوطني لمجهودات كبيرة في التربصات التحضيرية وفي الدور الأول من منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ولكن الأهداف المسطرة لم تتحقق. تلقى شباك المنتخب الوطني 4 أهداف في ثلاثة مواجهات، أي بمعدل 1.33 هدف في كل مباراة وسجل الهجوم 3 فقط، بمعدل 0.75 هدف في كل لقاء، وهو ما يعتبر لدى المحللين رقم سلبي، خاصة في ظل الفشل في التأهل إلى الدور نصف النهائي من المنافسة رغم أن كل المعطيات كانت في صالح محاربي الصحراء، الذين لم يستغلوا فرصة اللعب على ملعبهم وأمام جمهورهم. هذا، ويبقى التحضير البدني من بين أهم العوامل التي تصنع الفارق، فقد بدا الفرق واضحا بين لاعبي المنتخب الوطني ونظرائهم من اسبانيا، فرنسا والمغرب في المباريات الثلاث. يبقى مصير الطاقم الفني للمنتخب الوطني غامضا، إلى غاية انعقاد الجمعية العامة الانتخابية لاتحادية كرة القدم ومكتب فدرالي جديد، خلفا للمكتب الذي ترأسه شرف الدين عمارة 12 شهرا فقط.